على أن البداوة تبدو بأصدق مظاهرها في ما يصح أن نسميه «العقليات» من شعره. وهو فيها الحائر المضطرب، الذي لا يزال متقيدا ببعض النزعات القديمة، المترجح بسببها بين الشك واليقين. فهو حينا يتغنى بالزهد، وحينا يحن إلى طيبات الأرض، وتارة يحمل على الجهل، وطورا على العلم. إن في مقاطيعه «أنغام مشوشة» كثيرا من التناقض، والبرهان على صدق الشاعر وإخلاصه.
قد شاب في الحب رأسي
والقلب ما زال طفلا
يا رب أرجع شبابي
أو هب فؤادي عقلا
ثم يقول في الصفحة المقابلة، وهو صادق في الحالين:
كلما يبنيه قلبي
يهدم العقل بناءه
ومن هذا الباب قوله في المعاني والألفاظ.
أرى الشعر في الأرواح لا السجع كامنا
অজানা পৃষ্ঠা