224

إلى أن تفرت عن سنا الصبح سدفة ... كما أنشق عن صفح من الماء عرمض

وندت إلى الغرب النجوم مروعة ... كما نفرت عير من السيل ركض

وأدركها من فجاة الصبح بهتة ... فتحسبها فيه عيونا تمرض

كأن الثريا والغروب يحثها ... لجام على رأس الدجا وهو يركض

وما تمتري في الهقعة العين أنها ... على عاتق الجوزاء قرط مفضض

ومنها في صفة الحرب. طويل

سل الحرب منه والسيوف جداول ... دفق والأرماح رقط تنضنض

وبالأرض من وقع الجياد تمدد ... ولكنه فيما تروم تقبض

وبالأفق للنقع المثار سحائب ... مواخص لكن بالصواعق تمخض

وقد سهكت تحت الحديد من الصدأ ... جسوم بما علت من المسك ترحض

ومدت إلى ورد الصدور عيونها ... صدور العوالي والعيون تغمض

وأشرفت البيض الرقاق إلى الطلى ... لتكرع فيها والرؤوس تخفض

فلست ترى لا دماء مراقة ... تخاض إلي أكباد قوم تخضخض

وله: [وافر]

نزاع ما أرى بك أن نزوع ... لقد شقيت به منك الضلوع

يروعك أو يركعك كل داع ... أكل مثوب داع سميع

جهلت وقد علاك الشيب أمرا ... يقوم بعلمه الطفل الرضيع

ولولا ذاك ما قدرت أني ... أنوء بحمل ما لا أستطيع

فحسبك أو فحسبي منك دهر ... يشت بصرفه الشمل الجميع

وشوق تقتضيه نوى شطون ... فتقضي عنه واجبها الدموع

حملت الحب مؤتمنا عليه ... فكيف يضيع ذلك أو يذيع

لقد جشمت نفسك متلفان ... بكل ثنية منها صريع

وحال الصب تخضبه دموع ... كحال القرن يخصبه نجيع

وقد تحمى الدروع من العوالي ... ولا تحمى من الحدق الدروع

ورب فتى تراع الأسد منه=تقنص قلبه الرشا المروع وكتب إليه الوزير محمد بن القاسم معزيا في قريب مات له. [وافر]

يشاطرك الصبابة والسهادا ... ويمحضك المحبة والودادا

পৃষ্ঠা ২২৮