فسأله أحمد بدير: وأنت يا أستاذ محجوب، ما رأيك في المناظرة؟
فأجابه بهدوء: طظ ... - هل المبادئ ضرورية؟ - طظ ... - غير ضرورية إذن؟ - طظ ... - الدين أم العلم؟ - طظ ...
في أيهما؟! - طظ ... - أليس لك رأي ما؟ - طظ ... - وهل طظ هذه رأي يرى؟
فقال محجوب بهدوئه المصطنع: هي المثل الأعلى ...
والتفت مأمون رضوان إلى علي طه وقال، وجل همه أن يذكر رأيه لا أن يجذب أحدا إلى عقيدته: الله في السماء، والإسلام على الأرض، هاكم مبادئي ...
فابتسم علي طه وقال بدوره كما قال محجوب عبد الدائم من قبل: لشد ما يدهشني أن يؤمن إنسان مثلك بالأساطير ...
فقهقه محجوب قائلا: طظ ...
وألقى عليهم نظرة سريعة وهم آخذون في مسيرهم، وقال: يا عجبا! كيف تجمعنا دار واحدة؟ ... أنا رأسي هواء، والأستاذ قمقم مغلق على أساطير قديمة، وعلي طه معرض أساطير حديثة.
ولم يلقيا بالا إلى قوله؛ لأنه طالما أعيتهما معرفة الحد بين جده وهزله، ولأن مناقشته متعبة؛ فهو يروغ من التطويق بالتهريج.
وكانوا شارفوا دار الطلبة على ناصية شارع رشاد باشا، فودعهم أحمد بدير وذهب إلى الجريدة التي يعمل بها مساء، ومضوا ثلاثتهم إلى الدار ليأخذوا أهبتهم لسهرة الخميس.
অজানা পৃষ্ঠা