وقال بعض حكمائهم: يطوى لمن يرى الرؤيا صريحا، لأن صريح الرؤيا لا يريه إلا الباري .
وقال أرطاميدورس : قال الحكماء المعبرون: الذين ينبغى أن يقبل قولهم ويصدقوا فى الرؤيا أولا هم الملائكة؛ وذلك أن الملائكة لا يكذبون، وبعدهم الملوك والرؤساء، لأنهم مسلطون على من تحتهم من الناس، وبعدهم الآباء [و] المؤدبون، وذلك أنهم يشبهون أهل الفضل والكرامة، [13/ ب] لأن الآباء هم سبب كوننا، [و](4) المؤدبين سبب حسن سيرتنا؛ وبعدهم العرافون، ثم الموتى(، فإن الموتى إذا أخبروا في الرؤيا بشىء كان ذلك الخبر صادقا؛ وذلك أن الذى يكذب فى كلامه إنما يكذب لعلتين : إما بسبب رجاء شيء، وإما بسبب. خوف من شىء؛ ومن مات لا يرجو شيئا) من الدنيا(، ولا يخاف من شيء منها، ولذلك يكون كلامه حقا، وذلك أمر يخص الموتى.
قالوا: والصبيان الصغار إذا رأوا شيئا في الرؤيا، فهو حق، وذلك أنهم لم يتعلموا الكذب والضلال؛ وأيضا من شاخ وطعن في السن، فإنه ينبغى أن يصدق قوله في الرؤيا، وذلك أنه لا يقول كذبا بسبب كبره؛ وأيضا فإن جميع الحيوان الذى [ليس] بناطق، فيصدق في الرؤيا قوله إذا قال شيئا، وذلك أنه لا يحسن الخديعة فى القول. إن أكثر من ترى فهو يكذب، ما خلا من كان أمينا في تدبيراته، ومن كانت عاداته جميلة، ومن كان خيرا .
পৃষ্ঠা ৯৪