ميتا، فليس ذلك إلا وروده إلى الأرض وقبوله في بدنه ما قبله الموتى، ولذلك قلنا : إن المجامعين جميعا دليل على موت ما خلا من كان في غربة، ولم يكن الميت الذى يراه في البلاد التي هو فيها، فإن ذلك يدل في الغرباء على أنهم يصيرون إلى البلدة التي دفن فيها الموتى الذين رآهم1 في منامهم. وعلى مفارقتهم الموضع الذي هم فيه.
فإن رأى الإنسان كأنه يجامع نفسه، فارق امرأته وخطيبته، لأن من كان يقدر على أن لا يفعل بنفسه مثل هذا الفعل، لم يحتج إلى المرأة.
فإن كان غنيا دل على ذهاب ماله وافتقاره، وأنه ينال الجزع. وذلك أنه لا يقدر على جسم غير الذي له .
فأما إن كان فقيرا، فإن ذلك يدل على مرض شديد يعرض له، أو شدة كثيرة يقع فيها؛ وذلك أن الإنسان لا يجامع أو يخالط نفسه إلا من شدة.
ومن رأى كأنه يلعب بإحليله، فإنه يجامع مملوكته أو مملوكه. وذلك أن الأيدي التى يمس بها إحليله تشبه بالخدم. فإن لم يكن له خدم، فإنه يعرض له من ذلك خسران؛ وذلك أنه يلقى() بذره بلا حاجة ومنفعة.
وقال جاماسب: من رأى كأنه يجامع إنسانا [فإنه] يصيب الفاعل ضرر.
فأما المصارعة : فإذا اختلف الجنسان، فالمصروع مغلوب، كالإنسان والأسد . وإذا كان المتصارعان رجلين، فإن الصارع هو المغلوب.
والله أعلم.
পৃষ্ঠা ৪৫৯