449

كان الصبى قد جاوز خمس سنين وهو دون العشرة، فإن ذلك يدل على مرض الصبي وعلى مضرة تصيب صاحب الرؤيا لأنه فعل الجهال . فأما مرض الصبي، فإنما قلنا إنه يدل عليه بسبب قدمته ، والجزع [67 / أ] الذي يعرض له إذا جومع في غير الوقت. وأما المضرة التى قلنا إنها تعرض لصاحب الرؤيا، فلسبب جهله، وذلك أن من كان عاقلا فهو يمتنع من مجامعة الصبيان الغرباء فضلا عن مجامعته ابنه. فإن كان الصبى قد تبناه الرجل بدل ابن، وكان الرجل فقيرا، ورأى كأنه يجامعه، فإن ذلك يدل على أنه يبعث بالصبى إلى المعلم ليعلم، ويكون تعليم الصبي بكراء يعان فيه الصبي. فإن كان الرجل غنيا، ورأى مثل هذه الرؤيا، فإن ذلك يدل على أنه يهب للصبى هبات كثيرة، ويكتب له كتاب وصية بما يملكه .

فإن كان الابن رجلا ورأى الأب كأنه يجامعه، فإن ذلك خير لمن كان في سفر، وتدل الرؤيا على أنه سيرجع من سفره ويصير إلى بلده، وذلك بسبب اسم الجماع. فأما لمن كان بالحضرة فإن هذه الرؤيا رديئة لأنها تدل على فرقة بين الأب وابنه باضطراب، وذلك أن مجامعة الذكورة هى منكرة إنكارا شديدا.

فإن رأى كأن ابنه يجامعه، فإن ذلك يدل على مضرة الأب والابن.

فإن رأى كأنه يجامع أباه، فإن ذلك يدل على أن سيجلو من بلده أو يعادي أباه، ذلك أن الأب عند هذا الفعل لا يحب الابن ولا أهل الرجل، ولا العامة ولا أهل البلد الذين هم مثل الاباء.

فإن رأى أنه يجامع بنته وهي من بنات خمس سنين أو دون العشرة، فإن دليلها مثل دليل الابن ؛ فإن كانت البنت قد بلغت مبلغ النساء، فإن ذلك يدل على تزويجها من رجل، وأن صاحب الرؤيا يدفع إليها جهازا، ويكون من ذلك منفعة للبنت من الأب .

পৃষ্ঠা ৪৫৩