الفصل الأول
في تأويل رؤية الله تعالى المبشرة
وشؤونه المحذرة والمنذرة وهو في أربعة أبواب :
الباب الأول
في رؤية الله المبشرة قال المسلمون رضي الله عنهم : من رأى الله تعالى في النوم على نوره وبهائه، ولم يعاين صفة أو صورة أو مثالا، بل رآه بقلبه عظيما، كأنه سبحانه أكرمه وأدناه وقربه وغفر له، أو حاسبه وحسن قبوله تعالى له، وبشره به، وسكون عبده إليه سبحانه، فإن ذلك يدل على لقائه إياه على مثل هذا الحال، ودخوله الجنة. فإن نظر إليه علها، أو رآه تعالى وهو معه في البيت يمسح رأسه أو يبارك فيه، أو يمرضه أو يضمه إلى نفسه عزت قدرته، عرفه صاحبه أم لم يعرفه، أو يرسل إليه مثل ذلك، فهو تعالى يريه تخصصه به وقربه منه لقوله تعالى: (وباركنا عليه في الآخرين). وقوله سبحانه : (وجعلنى نبيا وجعلنى مباركا)، إلا أنه لا يدفع عنه البلاء في الدنيا حتى يفارقها.
পৃষ্ঠা ১১৭