حقا إن النيابة قرص عسل بشهده، فهي كما يقول مثلنا: أكل ومرعى وقلة صنعه. ومن يستغرب بعد هذا أن تعد العدة للمعركة العتيدة؟! ولماذا لا يستدين المرشح ليدفع النفقات ويبرطل؛ فهو قادر على الوفاء إن وصل. ثم أليس هو قادما على معركة أكبر، تتطاحن فيها الدول؛ شرقية وغربية؟ فشدوا حيلكم يا أصحابي وعلى الله الاتكال. وإذا كان ما أذيع عنكم أنها مزحة، فالجواب عليها عند أبي نواس:
تضحكين لاهية
والمحب ينتحب
أما إذا كانت جدا فالجواب عند هذا الشاعر أيضا:
صار جدا ما مزحت به
رب جد جره اللعب
يظهر أنها جس نبض، إذا قدرتم فلا تقصروا، زيدوا معاشكم ثاني مرة، فالشعب بقرة حلوب لا تلبط ولا تنطح، الشعب عاقل لا يهش ولا ينش ... رحم الله رجال عهد الإمارة، يوم كانت زيادة ربع قرش تهز الأرض بالطول والعرض.
كثرة الرءوس
تعجب الجاحظ حين قرأ في كتاب أرسطو أنه قد ظهرت حية لها رأسان، فراح يقلب الخبر على جميع وجوهه، ولم يصدق الحكاية، فسأل أعرابيا في سوق البصرة، فقال له: إن ذلك صحيح. فقال له: من أي الرأسين تأكل، فأجابه الأعرابي: إنها تتغدى بفم وتتعشى بفم.
فقال الجاحظ: ومن أي جهة الرأسين تمشي؟ فلم يعجز البدوي عن الجواب فقال: إنها تتقلب كما يتقلب الصبيان على الرمل! فتركه الجاحظ وهو يقول: إنه أكذب البرية.
অজানা পৃষ্ঠা