التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية
التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية
الأمر الرّابع: على الطاعنين في هذه المسألة أنْ يجيبوا عن سبب كون الزواج الأول للنبي الكريم من امرأة بلغت الأربعين، وكان هو في سن الشباب، في الخامسة والعشرين. وذلك في مجتمع كان يحرص على الزواج المبكر للاستكثار من البنين بغية الذود عن القبيلة أو الإغارة على الآخرين.
وعليهم أنْ يجيبوا عن اقتصاره على هذا الزواج خمسًا وعشرين سنة حتى بلغت أم المؤمنين الخامسة والستين من عمرها، وكان هو في الخمسين.
فهل الذي يفني زهرة شبابه مع ثيب كبيرة في السن يكون من طلاب الشهوة؟!
وعليهم أن يجيبوا عن كون كل زوجاته ﷺ ثيبات أرامل إلا عائشة، وهو الذي قال لأسامة ﵁: (هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك) (١).
الأمر الخامس: القارئ لكتاب النّصارى المقدَّس يجد فيه الجرأة العظيمة على أنبياء الله ورسله، حين يُنسب إليهم من الفظائع ما يُنزَّهُ عنه آحادُ النّاس.
وعليه؛ «فمطاعنهم على محمد ﷺ في بعض الأمور التي يفهمونها ذنوبًا في زعمهم الفاسد لا تقدح في نبوته على أصولهم» (٢).
ونحن حين نقرأُ الكتابَ النصرانيَّ المقدَّس نجد فيه أنّ آدمَ أذنب عمدًا، ولم تثبت توبته. ونوحًا شرب الخمر وسكر وتعرى. وإبراهيمَ إلى سبعين سنة من عمره كان يعبد الأصنام. ولوطًا سكر وفعل الفاحشة بابنتيه وأنجب منهما. ويعقوبَ خدع أباه وكذب عليه ثلاث مرات، وتزوج بأختين، وفعلت ابنته دينا الفاحشة مع عشيق لها، وكذا فعل ابنه الأكبر روبيل الفاحشة بزوجة أبيه يعقوب.
وفيه أنّ هارونَ صنع العجل وعبده ودعا إلى عبادته. وداوودَ نظر بشهوة إلى امرأة أجنبية، ثم قتل زوجها، وفعل الفاحشة بها. وسليمانَ ارتد في آخر عمره، وبنى معابد
(١) رواه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة، ح٥٢٤٧، ص١٣٣٦، واللفظ له. ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الرضاع، باب استحباب نكاح البكر، ح٧١٥، ١/ ٦٧١.
(٢) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي، تحقيق ملكاوي ٤/ ١٢١٤.
1 / 263