142

Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah

أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة

প্রকাশক

جامعة المدينة العالمية

জনগুলি

وجوب طاعته ونصرته ﵌. بعد أن ذكرت معنى شهادة أن محمدًا رسول الله ﵌ أود أن أشير إلى أمر مهم؛ لأنه ليس الهدف أو القصد أن ينطق العبد بأن محمدًا رسول الله ﵌ فحسب، أو أن يعتقد بنبوته ورسالته، ثم لا يقوم بعد ذلك بما أوجبه الله عليه تجاه النبي ﵌ ولذلك أقول: طاعة الرسول ﵊ واجبة بنص القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع الأمة. وقد كان أصحاب رسول الله ﵌ يستفيدون أحكام الشرع من القرآن الكريم الذي يتلقونه عن الرسول ﵌ وكثيرا ما كانت تنزل الآيات القرآنية المجملة من غير تفصيل، أو مطلقة من غير تقييد، كالأمر بالصلاة مثلًا جاء مجملًا، لم يبين في القرآن عدد ركعاتها، ولا هيئاتها، ولا أوقاتها، وكالأمر بالزكاة جاء مطلقًا لم يقيد بالحد الأدنى الذي تجب فيه الزكاة، ولم تبين مقاديرها، ولا شروطها، وكثير من الأحكام التي لا يمكن تنفيذها دون الوقوف على شرح ما يتصل بها من شروط، وأركان، ومفسدات، فكان لا بد له من الرجوع إلى رسول الله ﵌ لمعرفة الأحكام معرفة تفصيلية واضحة. وقد أخبر الله في كتابه الكريم عن مهمة الرسول الكريم ﵌ بالنسبة للقرآن، وأنه مبين له، وموضح لمراميه وآياته، فقال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل: من الآية: ٤٤) فهذه الآية أسندت بيان القرآن لسنة النبي ﵌ لأن الله لما قال: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ﴾ أتبعه بقوله: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ فالذكر نزل من عند الله ﷿ وبيان هذا الذكر أسند أمره إلى النبي ﵌ كما بين الله تعالى أن من مهمات النبي ﵌ إيضاح الحق حين يختلف فيه الناس، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (النحل: من الآية: ٦٤)

1 / 153