أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة
أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة
প্রকাশক
جامعة المدينة العالمية
জনগুলি
٤ - أمر اللهُ الإنسان، أن ينشط عقله ويوقظ ذاكرته، كلَّما اعتراهما الغفلة والنسيان، يذكرهما بالعبادة وذكر الله، ليظلَّ العقلُ يقظًا، قال تعالى:
﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾ [الكهف:٢٤].
ولهذا كان من دعاء المؤمنين، أن يحفظ الله عقولَهم من النِّسيان والخطأ، فذكر الله ﵎ دعاءهم:
﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة:٢٢٦].
٥ - بين الحق ﵎ أنَّ الكفر والإلحاد وفساد العقيدة وانحراف السلوك، سببُه غشاوة العقول واضطراب الفكر واعتلال النظر، قال تعالى:
﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ﴾ [الأنفال:٢٢].
وقال تعالى:
﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ﴾ [يس:٦٢].
قال تعالى:
﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان:٤٢ - ٤٣].
قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف:١٧٩].
فهذه الآيات تشير بوضوح، إلى أنَّ انحراف العقل عن الفكر الصحيح، وتعطيل الحواسِّ عَمَّا حولَها في الأنفس والآفاق، من آيات القدرة ودلائل العظمة، هو انتكاسٌ للفطرة، وتمرُّدٌ على رسالة الإنسان في هذا الكون، والانحدار إلى مرتبة الحيوانيَّة، كما قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ﴾ [محمد:١٢].
1 / 207