183

أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة

أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة

প্রকাশক

جامعة المدينة العالمية

জনগুলি

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ [الطارق:٦ - ٨]. ثالثًا: تعريف المنهج العقلي للدَّعوة إلى الله وارتباطه بالحواس المنهجُ العقليُّ في الدَّعوة إلى الله، هو النِّظام الدَّعويُّ الذي يرتكز على العقل، ويدعو للتفكر والتدبر والاعتبار، ويعتمد العقلَ في النتائج التي يتوَصَّل إليها، أو الحكم على الأشياء بما تنقله الحواسُّ، التي ترسل إشارتها إلى مركز القلب والعقل في الإنسان، ولقد أشار القرآن الكريم للارتباط الوثيق بين الحواس والقلوب، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل:٧٨]. وقال جل شأنه: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ [المؤمنون:٧٨]. وقد أعلن القرآن الكريم، عن المسؤوليَّة المشتركة بين الحواس والأفئدة، قال تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا﴾ [الإسراء:٣١]. وقد بين القرآن الكريم أنَّ من أهم أسباب القوة والتَّمكين في الأرض، أن يعتمد الخلقُ على المنهج العقليِّ، المرتبط بحسن السمع والنَّظر، اللذان يؤديان إلى الفكر المستقيم، والرأي السديد، وأنَّ من أسباب هلاك الأمم وضعف الشعوب وهوانها، أن تُغمض أعينَها عمَّا أنعم الله به عليها من نعم السمع والبصر والعقل، أو تصرفها بعيدًا عما خلقها الخالق -سبحانه- من أجله، إلى ما لا فائدة منه ولا

1 / 204