وقفات مع أحاديث تربية النبي ﷺ لصحابته
وقفات مع أحاديث تربية النبي ﷺ لصحابته
প্রকাশক
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
সংস্করণের সংখ্যা
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ
জনগুলি
الَّذين آمنُوا لاترفعوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بالْقَوْل كجهر بَعْضكُم لبَعض أَن تحبط أَعمالكُم وَأَنْتُم لَا تشعرون﴾ (١) كَانَ ثَابت بن قيس بن الشماس ﵁ رفيع الصَّوْت، فَقَالَ: أَنا الَّذِي كنت أرفع صوتي على رَسُول الله ﷺ أَنا من أهل النَّار حَبط عَمَلي وَجلسَ فِي أَهله حَزينًا يبكي. فَفَقدهُ رَسُول الله ﷺ فَقَالَ رجل: يارسول الله أَنا أعلم لَك علمه فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ فِي بَيته منكّسًا رَأسه فَقَالَ: مَا شَأْنك. فَقَالَ: ثَابت ﵁: أنزلت هَذِه الْآيَة وَلَقَد علمْتُم أَنِّي من أرفعكم صَوتا على رَسُول الله ﷺ فَأَنا من أهل النَّار فَأتى الرجل النَّبِي ﷺ فَأخْبرهُ فَقَالَ النَّبِي ﷺ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ: إِنَّك لست من أهل النَّار وَلَكِن من أهل الْجنَّة» . (٢)
أما عمر بن الْخطاب ﵁ وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت أَيْضا فَإِنَّهُ لما نزلت صَار إِذا خَاطب النَّبِي ﷺ يهمس همسًا خشيَة أَن يحبط عمله. يَقُول ابْن الزبير ﵄: «فَمَا كَانَ عمر ﵁ يُسمِع رَسُول الله ﷺ بعد هَذِه الْآيَة حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ» (٣) حَقًا لقد كَانَ الصَّحَابَة ﵃ جيلًا قرآنيًا فريدًا ترى أحدهم كَأَنَّهُ مصحف يمشي على الأَرْض يتغلب أحدهم على مشاعره وَيُخَالف هوى نَفسه ليستجيب لِلْقُرْآنِ ويتمثل لِلْقُرْآنِ، فَهَذَا أَبُو بكر ﵁ لما وَقع من مسطح بن أَثَاثَة - وَهُوَ ابْن خَالَة أَبى بكر - مَا وَقع من الْكَلَام فِي عَائِشَة ﵂ فِي
_________
(١) سُورَة الحجرات آيَة (١) .
(٢) أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه ك: التَّفْسِير ب: لاترفعوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي (٨/٥٩٠) وَمُسلم ك: الْإِيمَان ب: مَخَافَة الْمُؤمن أَن يحبط عمله (١/١١٠) وَلِلْحَدِيثِ رِوَايَات فِي غير الصَّحِيحَيْنِ ذكرهَا ابْن كثير فِي التَّفْسِير (٤/٢٦٣) تَفْسِير سُورَة الحجرات.
(٣) صَحِيح البُخَارِيّ الْموضع السَّابِق (٨/٥٩٠) .
1 / 148