على عتبات الحضارة - بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار
على عتبات الحضارة - بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار
প্রকাশক
دار الملتقى للطباعة والنشر والتوزيع
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
প্রকাশনার স্থান
سورية
জনগুলি
অজানা পৃষ্ঠা
1 / 7
(١) البحث بعنوان: الانحطاط وأزمة الفعالية - تنقيب عن العلل والآثار. منشور في مجلة بحوث جامعة حلب، العدد ٦٨، لعام ٢٠١٠.
1 / 8
1 / 9
1 / 10
1 / 11
(١) قد يبرز التعيّن المادي للأمة في بعض النماذج الحضارية في شكل الدولة نفسها، كما هو الحال في مفهوم المواطنة في الدول الغربية الحديثة، ولكن هذا لا يلغي أن الغرب بمختلف دوله وولاءاته القومية، يخضع لنموذج حضاري واحد يستمد منه مقولاته الكلية ومرجعياته المشتركة.
1 / 12
1 / 13
(١) تبنّى هذا الرأي فلاسفة اليونان قديمًا، وبيكون وديكارت من بعدهم، وهذا التوجه هو الذي مهّد لفكرة التطور الديالكتيكي بصورتيها؛ المثالية، والمادية، وقد كان لآراء داروين في التطور الطبيعي والبقاء للأصلح أثر كبير في تعزيز الثقة بالتطور الصاعد، الذي تمثل عند نيتشه في فكرة السوبرمان، ينظر: زريق، قسطنطين: في معركة الحضارة، ص ١٤٦، ١٥٢. كما أن نفوذ هذا الاتجاه قد اتسع مع ضغط العولمة، وسيطرة المركزية الغربية، واعتبار الغرب القمة التي استطاعت الإنسانية أن تبلغها في مسيرتها التاريخية، ينظر: نصر، محمد عارف: الحضارة - الثقافة - المدنية، ص٤٠. ويلتقط أدونيس هذا الموقف ويصير من أهم المروجين لنظرية التطور الصاعد في الحقل الأدبي، وسيكون لتنظيراته المستندة إلى هذا الوعي أثرها في تحديد مفهوم الحداثة والموقف من التراث، يقول: "إن الوضع الجديد متقدم، نوعيًا، في حركته العامة، على الوضع الماضي"، أدونيس، علي أحمد سعيد: الثابت والمتحول، ٣/ ٥٦.
1 / 15
(١) زريق، قسطنطين: في معركة الحضارة، ص١٧١. (٢) كهذا الـ"تعاقب التهكمي الساخر الذي ذكره أفلاطون، وهو تعاقب الملكية، فالأرستقراطية، فالديموقراطية، فالدكتاتورية، فالملكية"، ديورانت، ول: قصة الحضارة، ٣٢/ ٢٣ .. إذ هو نموذج لتحقق قانون التداول أو الجدل في المجال السياسي، ومن أعجب العجب ذلك النموذج الاجتماعي لقانون التداول؛ حيث يرتد قبيل من أبناء الغرب وثقافة الحريات إلى ظاهرة العبودية؛ يروجون لها، وينشرونها، ويطلبون لها الشرعية؛ في الدورين: سادة وعبيد، لتتحول إلى تجارة رائجة تجد لها مسوّقيها وعملاءها وبضاعتها وطقوسها، وهي تقوم على التفاهم بين الطرفين، لا الإكراه، في كثير من الأحيان!!! يساعد البحث في Google باستخدام الكلمة المفتاح Bondage في توفير مادة غنية عن هذا الموضوع.
1 / 16
(١) ويسيطر هذا الرأي في عصور الاضطراب والانحطاط حين يسود الشك واليأس، ولكثير من الأعلام أقوال تصب في هذا الاتجاه، ولعل روسو من أبرز المبشرين به، ينظر: زريق، قسطنطين: في معركة الحضارة، ص١٥٥. (٢) ويعد فيشر المؤرخ الإنكليزي من أهم الدعاة والمؤمنين بهذا الرأي، ينظر: زريق، قسطنطين: في معركة الحضارة، ص١٤٧ - ١٤٨. (٣) مؤدّى نظرية الانقطاع التاريخي هو نفي التراث التاريخي لجماعة من البشر، وإعادة هيكلتهم وفقًا لمعايير الترشيد والتحديث. ينظر: حبيب، رفيق: تفكيك الديموقراطية، ص٦٤ وما بعد، ٨٤ وما بعد. (٤) للزمن حركتان - كما قلنا - كلية وجزئية، والحركة الكلية هي حركة التاريخ العام، وهي في الفهم الإسلامي تحديدًا، ذات اتجاه دائري يبدأ من مصدر واحد مطلق؛ هو الله تعالى، وإليه ينتهي. كما أنها حركة قهرية لا تدخل في حيز الإرادة الإنسانية، أما الحركة الجزئية فهي دورية، أي إن القيم فيها متبدلة على خط الزمن العام، وبالإمكان أن ترجع إلى لحظة السكون التي انطلقت منها، في حين أن خط الزمن العام لا يحمل قيمًا في ذاته وحركته ماضية بغض النظر عن القيم المتبدلة على جانبيه (ينظر المخطط رقم١). المخطط رقم (١) وهذا الوصف يقترب من تشبيه توينبي لحركة الحضارة بدوران العجلة حول محور ثابت، إذ هو يعقّب شارحًا: "ولعل هذا التجانس في الحركتين المتباينتين - حركة رئيسة لا يأتيها الباطل، نشأت على أجنحة حركة متكررة أقل شأنًا - هو جوهر ما نقصده بكلمة "الإيقاع"." ينظر: توينبي، أرنولد: مختصر دراسة للتاريخ، ١/ ٤٢٥.
1 / 17
(١) من أولئك شاتوبريان، وإشبنجلر، وتوينبي، ينظر: زريق، قسطنطين: في معركة الحضارة، ص١٥٩ - ١٦٢. (٢) ونلمح هذا الإسقاط الدوري على أحداث التاريخ في قصيدة أبي البقاء الرندي: لكل شيء، إذا ما تمّ، نقصان ... فلا يُغَرَّ بطِيبِ العيش إنسانُ هي الأمورُ، كما شاهدتَها، دُوَلٌ ... من سرّه زمنٌ ساءته أزمان ينظر: محمد، سراج الدين: موسوعة روائع الشعر العربي، الرثاء ٧/ ٥٧.
1 / 18
1 / 19
(١) يرى مكيافلي أن "من شاء أن يتنبأ بالمستقبل فعليه أن يرجع إلى الماضي؛ لأن الأحداث البشرية تشابه دائمًا أبدًا أحداث الأزمنة الماضية. ومنشأ هذا التشابه أنها ثمرة أعمال خلائق كانوا، ولا يزالون؛ وسيكونون على الدوام، تحركهم العواطف والانفعالات نفسها، ولهذا فإن هذه العواطف والانفعالات لا بد أن تكون النتائج نفسها"، ديورانت، ول: قصة الحضارة، ٢١/ ٥٧. (٢) وعلى ذلك يسقط الفهم المغلوط لقضية التكرار الحرفي للتاريخ، وتفسيرها من خلال الأحداث لا فعالية القانون، أو نفي الانتظام أصلًا، ينظر: مؤنس حسين: الحضارة، ص١٨٤، ١٨٨ وما بعد. (٣) مونتسكيو، وإشبنجلر. ولذلك فهما يؤوّلان إبداعات العباقرة والقادة بأنها تحقُّق لروح العصر في الأفراد. ديورانت، ول: قصة الحضارة، ٣٦/ ١٥٦. (٤) يقول محمد عبده: ومن سار على سنن الله ظفر بالفوز وإن كان ملحدًا أو وثنيًا، ومن تنكّبها خسر وإن كان صدّيقًا أو نبيًا، عبده، رضا: تفسير المنار، ٤/ ١٤١ في تفسير الآية: قد خلت من قبلكم سنن، آل عمران/١٣٧.
1 / 20
(١) "الملك إذا ذهب عن بعض الشعوب من أمة، فلا بد من عوده إلى شعب آخر منها [أو من غيرها] ما دامت لهم العصبية"، ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون - المقدمة، ١/ ١٨٢، والتعميم بين العلامتين من عندي. (٢) ينظر: المخطط رقم١. يقدم لنا التاريخ نماذج لا تحصى لتجديد شباب الحضارة، وقد كان ابن خلدون ثاقب النظر عندما رصد عمر الحضارة الإسلامية من خلال الدول والأجيال المتعاقبة، فجيل قادر على أن يجدد شباب الأمة أو يؤخر سقوطها إن أُحسن إعداده، وأحيانًا تختفي حركة الجيل وراء عَلَم بارز؛ كما كان من شأن صلاح الدين في رأي ماجد عرسان الكيلاني في كتابه: هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس، ص٢٥.
1 / 21
(١) يصح في هذه الحال مثال دلو الماء الدائر حول مركز، فلا ينسكب الماء ما دامت الحركة مستمرة في توليد قوتي الطرد والجذب، ومحافظة على التوازن بينهما. (٢) استعانت الحضارة الإسلامية بمفاهيم: الولاء والطاعة والاتباع .. لصياغة المنظومة الأخلاقية والاجتماعية والشكل السياسي للأمة، فتحولت هذه المفاهيم مع ضعف الحضارة إلى عوامل فرقة وعصبية وصنمية ترفضها أصول تلك الحضارة. في الطرف المقابل عاب مكيافلي على الديانة المسيحية أنها تدعو إلى اللين والرقة .. تلك الفضائل التي وصفها بالنسوية، واعتبرها مسؤولة عن ضعف الدول الأوروبية، على الرغم من أن المسيحية كانت هي الحافز الأقوى والمحرض الرئيس للحروب الصليبية التي استطاعت أن تحرك عامة الغرب لاجتياح العالم الإسلامي القوي آنذاك وتشغله بحروب طويلة الأمد، ديورانت: قصة الحضارة، ٢١/ ٦٠ - ٦١، ٧٢ - ٧٣. وعلى هذا الأساس يمكننا أن نتوقع تشظي الغرب إلى ثقافات ودويلات متصارعة بسبب من عوامل الشك والحرية والمصلحة التي كانت من أبرز الدوافع للنهضة الغربية.
1 / 22
(١) ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون - المقدمة، ١/ ٢١٣. (٢) ويرفض بعض المفكرين تشبيه الحضارة بالكائن الحي لما يبدو في هذا التشبيه من حتمية النمو والكهولة وجبر الضرورة والقانون، ينظر: مؤنس، حسين: الحضارة، ص١٦٢.
1 / 23
1 / 24
(١) يهتم معظم الباحثين في مجال الحضارة بإبراز القيمة التقدمية وعنصر الإنجاز في التكوين الحضاري، وهذا ما يشدد عليه قسطنطين زريق في كتابه: في معركة الحضارة، ص٣٩). ويؤكد حسين مؤنس أن الكثرة والتراكم عنصران أساسيان في التخلق الحضاري، كتاب: (الحضارة، ص١٥). في حين يضيف فرويد إلى معيار الإنجاز الحضاري معيارَ النوع على أنه علامة فارقة لقياس الرقي الحضاري، فرويد، سيجموند: الحب والحرب والحضارة والموت، ص٥٩. بيد أن إشبنجلر يغيّب تمامًا الرقي من محدِّدات الحضارة، ويكتفي بالنص على التمايز وكل ما يعتبر من الخصائص الثقافية الفريدة للأمة. ولعل هذا راجع في بعض وجوهه إلى أن لفظ Culture في اللغات الغربية يستخدم للدلالة على الحضارة والثقافة معًا، لا سيما أن إشبنجلر يستعين بلفظ Civilization للتعبير عن "المدنيّة" باعتبارها مرحلة من مراحل الحضارة تشهد حالةَ التقدم والخواء معًا. ولعل هذا راجع أيضًا إلى أن إشبنجلر يعتقد بأن هوية الحضارة تتأتى من طبيعة روحها وخصائصها الجوهرية، أما التقدم فهو من علائق المدنية، ينظر كتابه: تدهور الحضارة الغربية.
1 / 25
(١) يهتم نصر محمد عارف بإيراد الجذر اللغوي لمفردة "الحضارة" ويتقصى اشتقاقاتها، ويجد أنها كلها تدور في فلك معنى "الحضور" و"الشهادة"، وليست الإقامة في الحضر إلا إحدى الدلالات. ينظر: نصر، محمد عارف: الحضارة - الثقافة - المدنية، ص٥٥ وما بعد. (٢) نصر، محمد عارف: الحضارة - الثقافة - المدنية، ص٦٠. ولذلك ظل العرب في الجاهلية، والهنود الحمر، في مرحلة البداوة على الرغم من امتلاكهم لنظام اجتماعي دقيق وتشريع خلقي رفيع. فلما امتلك العرب الفكرة المحركة أسسوا تلك الحضارة السامقة! وهذا يعني أن العامل الاقتصادي ليس هو المؤثر في سكون العرب أو الهنود الأمريكيين كما زعم ديورانت، ينظر: ديورانت، ول: قصة الحضارة، ١/ ٤ - ٥، لأن الأخيرين لم يستطيعوا أن ينتقلوا إلى طور الحضارة على الرغم من تغير التكوين الاقتصادي لمجتمعهم فيما بعد، كما أن النهضة التي هيأ النفط أسبابها لدول الخليج ليست إلا نهضة سطحية خادعة ما دامت تلك الدول لا تملك إرادتها في قبول أو رفض استقبال قواعد أمريكية في أراضيها! (٣) إن التحدي الخطير الذي تواجهه الأمة العربية والإسلامية اليوم، أنه على الرغم من غيابها عن المشهد التاريخي، وفقدانها القدرة على التأثير فيه، بله توجيهه، فإنها تتعرض لأزمة هوية خطيرة وبلبلة ثقافية متفاقمة! ما يعني أن أزمتها أزمة حضارية وجودية في آن، لأن هوية الأمة الثقافية هي جوهر وجودها نفسه، لا درجة هذا الوجود.
1 / 26