98

Omar's Rhetoric

البلاغة العمرية

প্রকাশক

مبرة الآل والأصحاب

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

٢٠١٤ م

জনগুলি

يَاكُلُونَ الْقَدَّ». فقال ابن عباس: بَلَى وَاللهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللهِ وَمُحَمَّدٌ ﷺ حَيٌّ، وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ، فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ: «أَوْ صَنَعَ مَاذَا؟» فقال ابن عباس: إِذًا لَأَكَلَ وَأَطْعَمَنَا. فَنَشَجَ عُمَرُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ، ثُمَّ قال: «وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا لِيَ وَلَا عَلَيَّ» (١). [١٥٢] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ ﵁ لما بلغه فتح خراسان من قِبل الأحنف بن قيس (٢) «إِنَّ اللهَ ﵎ ذَكَرَ رسوله وَمَا بَعَثَهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى، وَوَعَدَ

= إِلَيْهِ، فَمَا كَانَ يَرَى أَحَدًا إِلَّا أَعْطَاهُ، إِذْ جَاءَهُ العَبَّاسُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَعْطِنِي، فَإِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «خُذْ» فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ، قَالَ: «لاَ» قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ: «لاَ» فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ عَلَيَّ، قَالَ: «لاَ» قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ: «لاَ» فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ، فَأَلْقَاهُ عَلَى كَاهِلِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا - عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ - فَمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ. ولهذا لمَّا راجع ابن عباس ﵄ عمر ﵁ في أمر المال، نَسبه عمر إلى أبيه في الحرص على المال، وسياق الكلام يقتضي هذا. (١) رواه الحميدي في المسند (٣٠) ويعقوب بن شيبة في مسند عمر (٣٤) والفسوي في المعرفة والتاريخ: ١/ ٥٢٢ والبزَّار في البحر الزخار (٢٠٩). (٢) الأحنف بن قيس السعدي التميمي، يكنى أبا بحر، واسمه الضحاك بن قيس. أدرك النبي ﷺ ولم يره، لأنه أسلم على عهد رسول الله ﷺ. كان الأحنف أحد الجلة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء، يعد في كبار التابعين بالبصرة، توفي بالكوفة في إمارة مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته. (الاستيعاب: ١/ ١٤٤ - ١٤٥).

1 / 104