ওডিপাস এবং থিসিউস
أوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية
জনগুলি
ثم جعلت تقول: «لقد وعدتني.» ولم أكن قد وعدت بشيء، وإنما كنت حريصا على أن أستبقي حريتي، فلست مدينا بنفسي إلا لنفسي.
ومع أن قوتي على الملاحظة كانت لا تزال مغشاة ببخار السكر، فقد خيل إلي أنها استسلمت في يسر حتى لم أعتقد أني كنت السابق إلى رضاها. وهذه الملاحظة هي التي طوعت لي فيما بعد أن أتخلص من أريان. وفوق ذلك فما أسرع ما ضقت بإسرافها في تكلف الرقة! ضقت بإلحاحها في تأكيد حبها الأبدي، وبهذه الأسماء الحلوة التي كانت تدعوني بها؛ فقد كنت مرة متاعها الوحيد، ومرة كنارها، ومرة كليبها، ومرة صقيرها، ومرة قصيصتها، ولست أبغض شيئا كما أبغض هذه الألفاظ المصغرة.
ثم إنها كانت مشغوفة بالأدب؛ فقد كانت تقول لي: «أي قلبي الصغير، سيذبل زهر السوسن عما قريب.» على حين أن هذا الزهر كان قد بدأ يتفتح، وأنا أعلم أن كل شيء يمضي، ولكني لا أحفل إلا بالساعة الحاضرة. وكانت تقول لي أيضا: «لن أستطيع أن أعيش بدونك.» وكان هذا يدفعني على ألا أفكر إلا في أن أعيش بدونها.
وقد سألتها: ما عسى أن يقول أبوك الملك إن عرف هذا؟
فأجابت: تعلم أيها الحبيب أن مينوس يحتمل كل شيء؛ فهو يرى أن أحكم الحكمة أن يقبل الإنسان ما لا يستطيع له ردا. لم ينكر شيئا حين عرف مغامرة أمي مع الثور، وإنما زعم - كما حدثتني أمي - أنه لا يستطيع أن يمضي في محاورتها. ثم أضاف: «قد كان ما كان، وليس إلى استدراكه من سبيل.» وسيقول هذا القول نفسه بالقياس إلينا. وأقصى ما في الأمر أن يطردك من قصره. وأي بأس بهذا؟! سأتبعك حيثما تكون. وكنت أقول في نفسي: سنرى!
وبعد أن أخذنا بحظنا من طعام يسير، سألتها أن تصحبني إلى ديدال، وأنبأتها بأني أريد أن أخلو إليه وأدير معه الحديث؛ ولم تتركني إلا بعد أن أقسمت لها باسم بوسيدون على أني سألقاها في القصر بعد قليل.
الفصل السابع
لقد نهض ديدال لاستقبالي حين فاجأته في حجرته المظلمة مقبلا على لويحات من الرصاص أمامه قد انتثرت من حولها أدوات غريبة. وهو رجل طوال، لم تنحن قامته على تقدم سنه، وهو يحمل لحية أطول من لحية مينوس وكانت سوداء، على حين كانت لحية رادامونت شقراء. أما لحية ديدال فكانت مفضضة، وجبهته العريضة تشقها أخاديد أفقية، وحاجباه المختلطان يكادان يحجبان نظراته حين يخفض رأسه، وهو طويل الحديث عميق الصوت، ويفهم محدثه أنه حين يصمت فإنما يفعل ذلك ليفكر.
وقد بدا فأثنى على حسن بلائي الذي وصلت أخباره إليه - فيما قال - على اعتزاله وانقطاعه عن الناس. وأضاف إلى ذلك أني أبدو له أبله بعض الشيء، وأنه لا يقدر حسن اصطناع السلاح، ولا يرى أن قيمة الإنسان في قوة ذراعيه. قال: وقد رأيت قديما سلفك هيرقل، وكان أبله لا يستطيع أن يعطي شيئا غير البطولة. وإنما أحببت منه ما أحب منك هذا الإقدام على غاية في غير تردد ولا تراجع، بل هذا التهور الذي يدفعكما إلى أمام، ويظهركما على العدو بعد أن ينصركما على ما في نفوسنا جميعا من الجبن. وكان هيرقل أشد منك مثابرة، وأحرص منك على الإتقان، حزينا بعض الشيء، ولا سيما بعد أن يتم عمله . أما ما أحب منك فهو هذا الابتهاج الذي يميزك من هيرقل. ويعجبني منك أنك لا تريد أن تعوق نفسك بالتفكير؛ فالتفكير حظ قوم آخرين لا يعملون، ولكنهم ينشئون للعاملين ما يدفعهم إلى العمل.
أتعلم أن بيننا نسبا، وأني - لا تعد ذلك على مينوس؛ فهو لا يعرف من ذلك شيئا - أني يوناني؟ وقد أسفت حين اضطررت إلى ترك أتيكا في أثر خصومة شجرت بيني وبين ابن أخي تالوس،
অজানা পৃষ্ঠা