سئل عن قوله تعالى يوم يكشف عن ساق إذا خفى عليكم شيء من القرآن فاطلبوه من الشعر فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر:
قد سن قومك ضرب الأعناق ... وقامت الحرب على ساق
ثم قال هنا يوم كرب وشدة وفي رواية أبي موسى الأشعري عن النبي ﷺ في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق يكشف عن نور عظيم في رواية عنه أيضًا فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى فيخرون له سجدًا ويبقى أقوام يريدون السجود فلا يستطيعون والجواب عن قوله تعالى الله نزل أحسن الحديث.. إنا أنزلناه في ليلة القدر ونحو ذلك أنه نزل من اللوح المحفوظ على محمد ﷺ بواسطة جبريل أن يكون جبريل سمعه من الله كما سمع موسى كلام الله من اليمين والشمال والفوق والتحت لا من جهة واحدة فعبر عنه جبريل في لغة عربية فهمها محمد ﷺ لأمته بلسان عربي فالعبارة والمعبر عنه غير عربي فهذا معنى النزول ويدل على ذلك قوله تعالى إنا جعلناه قرآنًا عربيًا أي صيرناه قرآن هذا الكتاب عربيًا وقيل بيناه وقيل سميناه وقيل وصفناه كقوله تعالى وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن إناثًا وهي قراءة ثالثة أئمة واحد بالشام وهو ابن عامر وواحد بمكة وهو ابن كثير وواحد بالمدينة المنورة وهو نافع وقرأ الباقون عباد الرحمن بالباء ﵃ وليس معنى النزول انتقال كلام الله عنه بالانحطاط من علو إلى سفل فقد قال الله تعالى وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ومعلوم أنها ما نزلت من علو إلى سفل وقال تعالى وأنزلنا الحديد ومعلوم أن معدنه من الأرض.. والجواب: عن قوله ﷺ لما سأله أبو رزين أين كان الله قبل أن يخلق خلقه قال كان في عماء ولو سأله أين كان قبل العماء وهو السحاب لأخبره أنه كان ولا شيء معه وقال ﷺ كان الله ولم يكن شيء غيره رواه البخاري فهو آن على ما كان عليه أولًا من أزل الآزال إلى أبد الآباد وقال يهودي لعلي بن أبي طالب ﵁ أين ربنا قال الذي أوجد الأين لا يسئل عنه بأين قال كيف ربنا قلا ﵁ كيف الكيف لا يسئل عنه بكيف قال متى كان ربنا فال ويحك ومتى لم يكن والجواب عن قوله ﷺ أن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش أنه علوي مكانة الإمكان لأن المكان لا يضاف إليه تعالى فإن قيل: ما بال الصحابة ﵃ لم يتكلموا في شيء من ذلك فالجواب: نعم تكلم فيه حبر الأمة ابن عباس وابن عمه كما تقدم قريبًا وسيأتي ما قاله علي بن أبي طالب ﵁ في المعراج مع أنه لم يكن ثم مجسم ولا معطل.. والله المستعان.
فصل في الذكر
قال تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب فإن قيل: كيف يجمع بين هذه وبين قوله تعالى إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم فالجواب: أن المراد بالذكر في الاتفاق ذكر العظمة وشدة انتقامه ممن عصاه لأنها نزلت عند اختلاف الصحابة في غنائم بدر فناسب ذكر التخويف وآية
1 / 10