قال فوض إلي عبدي وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم الخ قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال القرطبي وسماها صلاة لأنها لا تصلح إلا بها وفي رواية قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولم يذكر البسملة فاستدل به من قال أن البسملة ليست من الفاتحة وأيضا لأن نصفا يصير أطول من نصف بالبسملة قال ابن العماد يجوز أن يكون نصف أطول من نصف ولهذا لو قال أنت طالق نصف اليوم طلقت عند الزوال مع أن اليوم من الفجر فيكون من الفجر فيكون النصف الأول أطول من النصف الثاني ورأيت في الروضة أيضا في باب الطلاق ولو قال أنت طالق عند انتصاف الشهر وقع عند غروب شمس الخامس عشر.. الثانية عشرة: لا تجب الفاتحة على المأموم عند مالك وأحمد وقيل تجب في السرية دون الجهرية وقال الشافعي بوجوبها في كل ركعة على الإمام والمأموم والمنفرد إلا المسبوق وهو من أدرك مع الإمام زمنا لا يسعها فإنها وإن وجبت عليه على الأصح خلافا لما يفهمه كلام المنهاج فقد تحملها الإمام عنه وإن أحرم بعد أن ركع فليس له الاشتغال بالفاتحة وان علم أنه يدركها ويدرك الإمام راكعا بل يركع لأن متابعته واجبة والفاتحة في هذه الحالة ليست واجبة ولا مستحبة قال ابن العماد قال أبو حنيفة لا تتعين الفاتحة لقوله تعالى فأقرؤا ما تيسر منه حتى لو قرأ مدهامتان مثلا كفى وقال صاحباه لابد له من ثلاث آيات أو آية طويلة.. الثالثة عشرة: قال النيسابوري وغيره تعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليدفع عنك العجب قال نجم الدين النسفي أسمى ما يكون الشيطان في إفساد حال العبد عند قراءة القرآن قال النيسابوري قل البسملة يفتح لك باب الذكر وقل الحمد لله يفتح لك باب الشكر وبقولك الرحمن الرحيم يفتح لك باب الرجاء وبقولك مالك يوم الدين يفتح لك باب الخوف وبقولك إياك نعبد وإياك نستعين يفتح لك باب الإخلاص وبقولك اهدنا الصراط المستقيم يفتح لك باب الدعاء وبقولك صراط الذين أنعمت عليهم الخ يفتح لك باب الاقتداء بالأرواح الطاهرة.. الرابعة عشرة: قال الرازي في قوله تعالى رب العالمين دلالة على أنه منزه عن الجهة وأمان فهو رب الزمان أمان لأن العالم هو ما سوى الله تعالى ومن جملة ذلك الجهة والمكان وهو رب الزمان والمكان وخالقهما والخالق لا بد أن يكون سابقا على مخلوقاته وفيه أيضا دلالة على أنه منزه عن الحلول لأنه لما كان خالقا لكل ما سواه فكأن فاته المقدمة موجودة قبل كل شيء فكما أنه كان غنيا من المحل قبل وجوده فهو غني عنه بعد وجوده أيضًا قال فإن قيل النون في قوله تعالى إياك نعبد وإياك نستعين هل هي نون الجمع أو التعظيم إن كان الأول فباطل لأن الواحد لا يكون جمعا وإن كان الثاني فباطل لأن اللائق بالعبد الخضوع سيما في العبادة الجواب المراد هنا الجمع وفيه تنبيه على فضل صلاة الجمعة فإن صلى وحده كان المراد أني أعبدك مع الملائكة وغيرهم جواب آخر إذا قال العبد إياك نعبد قد ذكر عبادته وعبادة غيره فكأنه سعى في إصلاح مهمات المؤمنين فإذا فعل ذلك قضى الله حوائجه لقوله ﷺ من قضى لمسلم حاجة قضى الله حوائجه جواب آخر كأن العبد استحقر عبادته فمزجها بعبادة
الصالحين فقل إياك نعبد وهنا مسئلة
1 / 37