(هل عندك من طعام؟) ، قالت : (نعم) ، قال: (احضريه)، فأحضرت الطعام فأكل. ثم قال: (هل عندك شراب؟)، قالت: (نعم )، قال: (هاتيه)، فأحضرت الشراب وشرب حتى غلبه السكر وبقي نائما في موضعه. فاستيقظ والبة فرأه وسأل الجارية عنه فأخبرته، فملىءبه عجبأ. فاستدعى الطعام فأكل والشراب فشرب ولم يعرض له ولم يزل يشرب حتى غلبه السكر فنام في مكانه. وقام أبو نؤاس فسائل الجارية عن أمر والبة، وقد رآهنائما في مكانه، فعرفته بقيامه وماكان منه فقام واستدعى ماء ففسل وجهه به واستنجي(2) ثم رجع الى مكانه وطلب الطعام والشراب فأكل وشرب حتى نام مكانه. ثم قام والبة ففعل كفعله الأول.
فذكر أنهما أقاما على تلك الحال أياما ، يأكلان ويشربان وهما في اجلس واحد لا يلتقيان. فلما طال ذلك على والبة قال للجارية: (إذا قام وطلب الطعام فامطليه(3) به حتى أقوم)، فقام أبو نؤاس كعادته وطلب الطعام فقالت له الجارية : الم يتهيا بعد)، فقال لها: (إني لأعلم ما ايدين، فقد قال لك إمطليه بالطعام حتى أقوم)، فقالت له: (ما أظنك ال شيطان).
ام قام والبة فسلم عليه وسأله عن أمره فعرفه بجميع حاله وإنه أتاه التأدب عليه. فاستطير به طربا وبعث إلى جماعة من الفتيان كانوا ااشرونه وصنع لهم طعاما وشرابا ولم يزل معه بقية سنته، ثم سأله أن يخرجه إلى البادية ليسمع كلام العرب بها وينقل عنهم اللغة ويروي من أشعارهم، ففعل ثم عاد إليه.
انت مدة صحبته له عشرين شهرا وحكى أنه لما خلا به أول خلوة هابه والبة أن يكلمه، وفهم عنه أبو نؤاس، فأنشده:
পৃষ্ঠা ১৫০