187

ووبطن بأربعة أعكان، وكس كامن فيه النيران، بشفرين أغلظ من شفتي ابقرة بني اسرائيل، وحدبة كأنها سنام ناقة ثمود، ووطأ كأنه ألية كبش اسماعيل، في لون العاج ، ولين الديباج، محلوق مخلق(4)، مضمخ بالمسك والزعفران، كأنه كسرى أنو شروان وسط الايوان ، بالأصداغ المزرفنة(5) ووالحور المزينة بالدر والياقوت والغلائل اليمنية والمعاجر(6) المصرية.

فخلوا بهن بمعاتبات شجية، ونغمة عدنية(7)، وجفون ساحرة، سالبة التامور(8) القلب، ثم إذا تطابقنا بالحدور على الصدور، وانضعت النحور اعلى النحور، وتراكبت الشفران على الشفرين، واختلج كل منهما على الآخر، حتى إذا تعالت الأنفاس، وتشاغلت الحواس، وارتفعت الحرارة اعن الرأس، وبطل عند ذلك كل قياس، نظرت إلى الحركات الحسية والضمائر الوهمية، والصنائع الغريزية، والأخلاق العشقية، بين مص وقرص، ورهز ونهز، وشهيق وخفيق، وشخير وخرير، ونخيرلو سمعه أهل اا لطية لصاحوا: النفيرا مع رفع ووضع، وغمز ولمز، وضم وشم والتزام قبل وطيب عمل، وانقلاب حرف(9) من غير قلق.

كل ذلك بأدب ملوكي، وأنين زاكي(10)، حتى إذا حان الفراغ، وخف الصاغ، شممت كنسيم الأنوار (11) في آذار، وروائح الراح في حانوت خمار و نظرت إلى اهتزاز غصن البان من الأمطار. فلو نظرت الفلاسفة إلى ما افحن فيه لحاروا، وأرباب اللهووالطرب لطاروا

পৃষ্ঠা ২৪৩