وسلم. واحتج الأول بقوله تعالى:﴾ فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي﴾ أمر بذبح من بشره به وليس في القرآن أنه بشر بولد سوى إسحاق كما في هود ﴿بشرناه بإسحاق﴾ وكما في قوله تعالى: ﴿فبشرناها بإسحاق﴾ فثبت أن أول الآية وآخرها يدل على أنه الذبيح واحتج بما ذكر من كتابة يعقوب لولده يوسف بمصر من يعقوب بن اسحاق ذبيح الله واحتج الثاني بأن الله ذكر البشارة بعد الفراغ من قصة المذبوح فدل على أن الذبيح غيره. وبقوله تعالى في هود: ﴿فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب﴾ فكيف يامر بذبح إسحاق وقد وعد بيعقوب بعده ووصف إسماعيل بالصبر دون إسحاق في قوله: ﴿وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين﴾ وهو صبره على الذبح ووصفه بصدق العدل لأنه وعد أباه بالصبر على الذبح وبأن عمر بن عبد العزيز سأل رجلا من علماء اليهود أسلم وحسن إسلامه أي ابني إبراهيم أمر بذبحه فقال إسماعيل ثم قال يا أمير المؤمنين إن اليهود لتعلم ذلك ولكنهم يحسدونكم. يا معشر العرب ان يكون أبوكم هو الذى أمر الله بذبحه ويدعون أنه إسحاق أبوهم وبأن قرني الكبش كانا معلقين على الكعبة في أيدي بنى أسماعيل إلى احتراق البيت في زمن ابن الزبير. وفي البيضاوي أن ما روي من كتابة يعقوب لما مر لم يثبت وفي ابن جزي اختلف في الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق فقال ابن عباس وابن عمر وجماعة من التابعين هو إسماعيل وحجتهم من ثلاثة أوجه الأول أن رسول الله ﷺ قال أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل ﵇ ووالده عبد الله، الثاني أن الله تعالى قال بعد تمام قصة الذبيح ﴿وبشرناه بإسحاق﴾ الآية، فدل على أن الذبيح غيره، الثالث أن إبراهيم جرت له قصة الذبح بمكة وإنما كان معه بمكة إسماعيل وذهب علي وابن مسعود وجماعة من التابعين إلى أن الذبيح إسحاق وحجتهم من وجهين الأول أن البشارة بالولد إنما كانت بإسحاق لقوله تعالى: ﴿فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ﴿الثاني أنه روي أن يعقوب كان يكتب من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله. اهـ
1 / 44