Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i
نصرة القولين للإمام الشافعي
সম্পাদক
مازن سعد الزبيبي
প্রকাশক
دار البيروتي
প্রকাশনার বছর
১৪৩০ AH
প্রকাশনার স্থান
دمشق
জনগুলি
سأل ابن عبّاس(١) عن قوله: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١/٣٩]؛ ﴿قَالَ لَا تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ﴾ [ق ٢٨/٥٠]، ((كيف هو يا ابن عبّاس؟ قال: يا ابن الأزرق إنَّه يوم ذو ألوان بمكان يختصمون ومكان لا يختصمون))(٢).
وأمَّا قوله تعالى : ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: ٩٣/١٥].
فإنَّهم مسؤولون عن أنفسهم ومحاسبون كما قال الله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ [الصَّافَاتِ ٢٤/٣٧].
وأمّا قوله تعالى : ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ﴾ [الرحمن: ٣٩/٥٥] ، فذلك عندنا والله أعلم كما قال الضَّحَّاك (٣): ((قال لا يسأل أحد عن ذنب غيره ، وكلٌّ مسؤولٌ عن ذنبٍ نَفْسِهِ))(٤).
(١) وهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، (٣ ق هـ -٦٨ هـ)، أبو العباس: حبر الأمَّة، الصحابي الجليل، له في الصحيحين وغيرهما / ١٦٦٠ / حديثاً وهو ترجمان القرآن، انظر (الإصابة لابن حجر ٣٣٠/٢ تحت رقم / ٤٧٨١/، وصفة الصَّفوة لابن الجوزي ١ / ٧٤٦، والأعلام للزركلي ٤/ ٩٥).
(٢) انظر (تفسير القرطبي ٢٥٤/١٥، وتفسير ابن كثير ٥٢/٤).
(٣) الضَّحَّاك بن مُزَاحِم (ت/ ١٠٥/ هـ)، البلخي، الخراساني، أبو القاسم، مفسِّر له كتاب في التَّفسير، كان يؤدِّب الأطفال. ويقال: كان في مدرسته ثلاثة آلاف صبي. قال الذهبي: كان يطوف عليهم، على حمار، تولّ في خراسان. انظر (سير أعلام النُّبلاء للذَّهبي ٥٩٨/٤ رقم / ٢٣٨/، والأعلام للزَّركلي ٢١٥/٣).
(٤) انظر أقوال الصّحابة والتَّابعين في تفسير الآية (تفسير القرطبي ١٧٤/١٧). ويقول ابن قتيبة في كتابه تأويل مشكل القرآن ص٤٦ : (أن يوم القيامة يكون كما قال الله تعالى: =
74