84

নুর

النور لعثمان الأصم

জনগুলি

والدليل على خلق الأفعال، من كتاب الله: قوله تعالى: { ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا } فثبت أن الله يصيب الكافرين بأيدي المؤمنين، فيكون فعل المؤمنين بالكفار، من القتل والجراحة، مصيبة أصابهم الله بها. فأضاف ذلك إلى الله أنه أصابهم بها، على أيدي المؤمنين. فذلك فعل الله: إصابته إياهم بتلك المصيبة. وهو فعل للمؤمنين. فدل أن الأفعال من الله خلق، ومن العباد عمل. وبالله التوفيق.

الباب التاسع والتسعون

في الدليل على خلق الفعل من السنة

الدليل من السنة، على أن الأفعال مخلوقة: قوله صلى الله عليه وسلم: ما خلق الله خلقا أحب إليه من العتاق، ولا أبغض إليه من الطلاق.

وقال صلى الله عليه: لو أن الناس نظروا إلى الرفق،لرأوا خلقا حسنا، لم يروا خلق شيء أحسن منه.ولو نظروا إلى الخرق، لم يروا خلق شيء أقبح منه.

والرفق: فعل الرفيق. والخرق: فعل الأخرق. فقالوا: إن الله تعالى خلق فعل الرفيق وفعل الأخرق.

وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى خلق كل صانع وصنعته.

فإن قالوا: إذا زعمتم أم كسبكم خلق الله، أفتزعمون أنكم اكتسبتم ما خلق الله؟

قيل له: إنا اكتسبنا ما خلق الله كسبا لنا، ولم نكن مكتسبين للأجسام، ولا لسائر ما خلق الله، لأنها ليست بكسب لنا. ولكنا مكتسبون للشيء الذي خلقه الله كسبا لنا، ولم نكتسبه خلقا الله -عز وجل-. وذلك أنا لم نكسبه خلقا لنا خلقناه، فنكون خالقين له. وإنما اكتسبنا شيئا، خلقه الله.

فإن قالوا: وقد قال الله: { وتخلقون إفكا } .

قيل له: ذلك: الإفك: الكذب. يقول: تدعون باطلا إفكا. والباطل: الكذب. وقوله تعالى: { إن الذين جاءوا بالإفك } فهو الكذب، في قذف عائشة رضي الله عنها إنما باطلا إفكا.

فإن قالوا: أفيعذب الله العباد، على الكفر الذي خلقه كفرا منهم؟

পৃষ্ঠা ৮৪