فقد أطبقت الأمة بأسرها أن له بعضا، وكل من كان له بعض، فله كل، وكل من كان له كل، فله حد ونهاية، وله قاهر قهره،، وقاسر قسره، على ما هو به من حدثه وكليته، لا يستطيع خلاف ذلك، فدل أنه مخلوق وله خالق خلقه، وليس هو بإله قديم.
وإن قال: نعم له كل، قيل له: فما كان له كل، وحد ونهايه وبداية، ولم يوصف بالأزل والقديم، لأن ما كان هذا سبيله كان محدثا؛ لأن الهواء متحرك، والحركة عرض وما حله العرض كان محدثا.
والدليل على حركته: أن ينظر إلى الشمس التي في قوة كوة البيت، أو كوة في أوسط الغما، فتراه يتحرك. وترى الهبو يطلع من حركة الهواء الفوقانية، وفي الهواء الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، وكل ما تغاير فيه المتغايرات، بعضها عن بعض وحله المرض محدث.
الباب السادس والعشرون
في الفلك والرد على الفلكية
اعلم أن الفلك الدائر لا بد له من قطب على أنه حال دار، فلا خفا أن حركة قطبه وما بلى قطبه، أقل من حركة ما بعد عن قطبه من حرمه؛ لأنه كلما أتسع الحرم عن نقطة مركز، كان أوسع لدوره، كدوام الذي دوران متسعه أكثر من دوران مركزه، فلا خفا أن لو توهمنا حركات القطبية، فما خلا من الزمان، لوجدناها لا تعادل إلا حركة أقل أجزاء الحرم، فقد صح أن حركات سعة الحرم، أكثر من حركات قطبه فصارت حركات القطب من الفلك متناهية، فإذا وضعت حركات القطب من الحرم، صار ما بقى من الحركات، أقل منه قبل أن يوضع ذلك فهذا هو التناهي على أنه لو لم يكن في الفلك قطب، لعلمنا أن حركة بعض أجزائه جزء من حركة كل أجزائه، وأنها متناهية، فيما خلا من الزمان، إذا كانت جزاء مما خلا من سائر حركاته.
قال المؤلف: ولعله يعني إذا كان له جزء، فله كل، وبداية يدور منها، إلى أن ينتهي إليها في دورانه دورا دورا. والله أعلم.
الباب السابع والعشرون
في الدليل على حدث النجوم
পৃষ্ঠা ১৪