وسأل أهل الدهر. فقالوا: حدثونا عن محدث الأشئاء، أحدثها لعينه، أم لعلة؟
قيل لهم: بل أحدثها لعينه. ولا لعله هي غير الفعل، بل الفعل هو العلة التي كان لها فاعلا.
الباب التاسع عشر
في حدث الجواهر التي هي أصول الأجسام المركبة
وعرض وحدث الأعراض الفانية بالجوهر
الدليل على حدوث الجواهر: أنها لا تنفك من الحوادث ولا يصح أن تخلق من أعراض حادثة. وما لا ينفك من حادث فحادث. وأيضا فأنها متحركة دار حرارة حالة فيها.
والدليل على حدوث الأعراض أنه قد صح وجود الجسم في حال. ومحال أن يوجد ساكنا متحركا في حال من الأحوال. فالذي صح وجوده وهو الجسم، غير الجسم الذي يستحيل وجوده. وهو الحركة والسكون.
الباب العشرون
في الدليل على المجتمع أنه مجتمع باجتماع هو غيره
والمتفرق متفرق بافتراق هو غيره
مما يدل على أن اجتماع كل مجتمع محدث: أنا نتوهم بطلانه، فيصح ذلك في الوهم، ولو كان قديما لما صح أن يبطل غير محدث، جاز أن يكون محدثا يستحيل بطلانه فدل أن كل ما يصح بطلانه فنحدث.
الباب الواحد والعشرون
في الدليل على حدث الاجتماع والافتراق
من الدليل على حدث الاجتماع والافتراق: أنا تقصد إلى الجسم المجتمع فنفرقه، فيوجد فيه افتراق. فلا يخلو ذلك الإفتراق من أن يكون كان موجودا فيه، قبل الحال التي فرقناه فيها، أو يكون حدث في هذا الوقت. فإن يكن كان موجودا فيه قبل تفريفنا إياه، فقد كان مجتمعا متفرقا في حال.
فإذا بطل أن يكون الافتراق، فقد كان موجودا فيه في حال اجتماعه، فقد صح أنه محدث عند ما فرقناه.
وكذلك القول في الجسم المفترق، إذا قصدنا إليه فجمعناه، فقد صح أن الاجتماع والافتراق محدثان.
الباب الثاني والعشرون
পৃষ্ঠা ১১