নূর ও প্রজাপতি
النور والفراشة: رؤية جوته للإسلام وللأدبين العربي والفارسي مع النص الكامل للديوان الشرقي
জনগুলি
إذا بلغ الفطام لنا رضيع
تخر له الجبابر ساجدينا
وحسبنا على كل حال أن الشاعر الكبير قد عبر عن حنينه إلى الشرق الطاهر الصافي، حيث يتنسم ريح الآباء والأجداد والمرسلين والهداة، ولا يكره أن يوصف بأنه مسلم يسافر مع القوافل إلى حيث تسافر، ويتاجر في الشيلان والبن والمسك والعنبر. فالمهم أن قصيدة «الهجرة» توحي بجو المعلقات، وأن ربطها بها ييسر لنا فهمها ويزيده عمقا.
ولا نستطيع أن نترك هذا الموضوع قبل أن نذكر قصيدة «تأبط شرا» التي أعجب بها جوته أيما إعجاب عندما قرأها في ترجمة لاتينية للمستشرق الألماني فرايتاج، ثم ترجمها بتصرف يليق بشاعر كبيره مثله، وضمها إلى تعليقاته وبحوثه التي ألحقها بالديوان الشرقي في الفصل القصير الذي تكلم فيه عن العرب، ومهد لها بكلمة موجزة عنها فوصفها بأنها قاتمة، بل مشبوبة نهمة إلى الأخذ بالثأر والانتشاء به. وقراءة النص الأصلي للقصيدة يحتاج إلى شرح كلماتها العسيرة، فلنكتف بذكر هذين البيتين اللذين تبدأ بهما:
إن بالشعب الذي دون سلع
لقتيلا دمه ما يطل
خلف العبء علي وولى
أنا بالعبء له مستقل
أقبل جوته على ترجمة القصيدة بحماس وحب لا نظير له، وقسم ترجمته لكل بيت منها إلى مقطعات تقع كل منها في أربعة أسطر، تؤلف في جملتها ثماني وعشرين مقطوعة.
والمدهش حقا أن الشاعر فهم القصيدة فهما تاما، واستطاع أن يتمثل معانيها الغريبة عليه، ويعبر عنها بشعر سلس بسيط، لا يكاد يترك معنى من معاني تأبط شرا دون أن يسجله. إنه يقول معبرا عن مدى إعجابه بالشاعر العربي وعن صدقه في الانفعال بقصيدته: «يكفي القليل لفهم هذه القصيدة ، فإن عظمة الخلق، والصرامة، والقسوة المشروعة للفعل هي عصب هذا الشعر.»
অজানা পৃষ্ঠা