وأعجب من هذا أن العبد قد يطلب بابًا من أبواب الطاعات، ولا يكون فيه خيرة، فيحول الله بينه وبينه صيانة له وهو لا يشعر.
وخرج الطبراني (١) وغيره (٢) حديث أنس مرفوعًا. "يقول الله ﷿ إِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لَا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلَّا الْفَقْرُ، وَإِنْ بَسَطْتُ عَلَيْهِ أَفْسَدَهُ ذَلِكَ، وَإِنَّ
_________
(١) كما في جامع العلوم والحكم للمصنف (١/ ٣٥٩ - دار المعرفة) قال ابن رجب خرجه الطبراني وغيره من حديث الحسن بن يحيى الخشني عن هشام الكناني عن أنس عن النبي ﷺ عن جبريل عن ربه تعالى قال: "من أهان لي وليًّا.- فذكره.
قال ابن رجب: والخشني وصدقة ضعيفان، وهشام لا يعرف، وسئل ابن معين عن هشام هذا من هو؟ قال لا أحد، يعني لا يعتبر به، وقد خرج البزار بعض الحديث من طريق صدقة بن عبد الكريم الجزري عن أنس. اهـ.
قال العلامة الألباني ﵀ في الصحيحة (٤/ ١٨٨ - ١٨٩): وأما حديث أنس فلم يعزه الهيثمي إلا للطبراني في "الأوسط" مختصرًا جدًا بلفظ "من أهان لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة" وقال وفيه عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي وهو ضعيف.
وقال الألباني: وقد وجدته من طريق أخرى بأتم منه يرويه الحسن بن يحيى قال حدثنا صدقة بن عبد الله عن هشام الكناني عن أنس به نحو حديث الترجمة، وزاد "وإن من عبادي المومنين" الخ.
قال الألباني: أخرجه محمد بن سليمان الربعي في "جزء من حديثه" (ق٢١٦/ ٢)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص ١٢١).
قلت: وإسناده ضعيف، مسلسل بالعلل.
الأولى: هشام الكناني لم أعرفه ....
الثانية: صدقة بن عبد الله -وهو أبو معاوية السمين- ضعيف.
الثالثة: الحسن بن يحيى -وهو الخشني- وهو صدوق كثير الغلط كما في "التقريب". اهـ.
(٢) وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (١)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٣١٨ - ٣١٩) ولفظه: "من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت في شيء أنا فاعله ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه، وإن من عبادي المؤمنين من يريد بابًا من العِلْم فأكفه عنه ... الحديث.
قال أبو نعيم: غريب من حديث أنس لم يروه عنه بهذا السياق إلا هشام الكناني وعنه صدقة بن عبد الله أبو معاوية الدمشقي، تفرد به الحسن بن يحيى الحسني.
3 / 109