نبذة من سيرته اليومية
لا يزال المؤلف عافاه الله وأبقاه في نشاط مستمر وجد واجتهاد منقطع النظير تدريسا وتحقيقا وتصنيفا للعلوم الشرعية، وصياما لأيام البيض شهريا وغيرها من الأيام الفضيلة من سنة 1352ه تقريبا إلى يومنا هذا، وخطيبا للجمعة من ذلك التأريخ حيث يعد مسجده الذي يخطب فيه الجامع الثاني بعد الجامع الكبير بصنعاء.
والملازم له يدرك ذلك بجلاء فما أن يفرغ من صلاة الفجر في مسجده المعروف بالنهرين إلا ويجلس لتدريس الطلاب المتوافدين عليه من مختلف الجهات بالعاصمة صنعاء في الكشاف، وشرح التجريد، والاعتصام للإمام القاسم، والأحكام، وشرح الأزهار، وشرح نهج البلاغة، والفرائض والبلاغة وغيرها من العلوم منذ أكثر من سبعين عاما، وما أن يتم ذلك الدرس حتى ينتقل عافاه الله إلى منزله -تاليا لسورة يس وغيرها في طريقه- لتناول لقيمات فطوره، ثم لا تراه بعد ذلك إلا تاليا للقرآن أو محققا لمسألة، أو مستنبطا لبعض الأحكام، أو مواسيا لطلبة العلم والفقراء والمحتاجين، ولا يخفى على أحد يعرفه ما يقوم به من إفتاء للمتوافدين من مختلف أنحاء البلاد اليمنية رآدا ومجيبا على فتاويهم في جميع الأوقات حتى في طريقه إلى المسجد أو عند عودته منه، وهكذا لا تجده في نهاره إلا مدرسا أو واعظا، أو مفتيا، أو راكعا، أو تاليا للقرآن، أو ذاكرا لله عز وجل.
والناظر في هذا يرى سلسلة من العترة النبوية الطاهرة الزكية، فهم على هذا المنوال وفي هذا الصراط.
وأما ليله: فقد كفانا الله وصفه ووصف أمثاله بقوله تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون...} الآيات.
পৃষ্ঠা ৬