নুখবাত সিক্দ
نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد
يقر بعيني ما أرى من صفاتها ... ولا عجب أن يعجب العين ما ترى
أرى صورًا يستعبد النفس مثلها ... إذا وجدته أو رأته مصورا
أفكه منه الطرف في كل شاهد ... لأن دليل الله في كل ما ترى
وقال البحتري يصف حلبة المتوكل على الله العباسي:
يا حسن مبدى الخيل في بكورها ... تلوح كالأنجم في ديجورها
كأنما أبدع في تشهيرها ... وصور الحسن على تصويرها
تحمل غربانًا على ظهورها ... في السرق المنقوش من حريرها
إن حاذروا النبوة من نفورها ... أهدوا بأيديهم إلى نحورها
كأنها والحبل في صدورها ... أجادل ينهض في سيورها
مرت تباري الريح في مرورها ... والشمس قد غابت ضياء نورها
والرهج الواسع من تدويرها ... حتى إذا أصغت إلى مديرها
وانقلبت تهبط في حدورها ... تصوب الطير إلى وكورها
في حلبة تضحك عن بدورها ... صار الرجال شرفًا لسورها
أعطي فضل السبق من جمهورها ... من فضل الأمة في أمورها
المطلب الخامس في اسماء خيل النبيّ ﷺ والمشهور من خيل العرب
اعلم أن العرب لمحتبهم بالخيل واعتنائهم بها، يضعون لها أسماء كما يضعونها لأولادهم، وقد وضع النبيّ ﷺ أسماء لبعض خيله فمنها: السكب، روى ابن سعد عن الواقدي عن أبي خيثمة عن أبيه قال: "أول فرس ملكه النبيّ ﷺ فرس ابتاعه في المدينة من رجل من بني فزارة بعشرة أواق وكان اسمه عند الأعرابي الضرس، فسماه ﷺ السكب، فكان أول ما غزا عليه".
قال ابن حبيب البغدادي: كان كميتًا أغر محجلًا مطلق اليمين: وعن عطاء بن دينار عن ابن عباس ﵄ قال: "كان للنبي ﷺ فرس أدهم يسمى السكب".
وقال أبو منصور الثعالبي: إذا كان الفرس خفيف الجري سريعه فهو فيض وسكب، أي: يشبه فيض الماء وانسكابه.
ومنها: المرواح، ذكر ابن سعد في وفادات العرب عن أسامة بن زيد قال: "قدم على النبيّ ﷺ خمسة عشر رجلًا من الرهاويين - وهم حي من مذحج - وأهدوا إليه هدايا منها فرس يقال له المرواح، فأمر به فشور بين يديه"، والمرواح - بكسر الميم -، مشتق من الريح، ويمسى بذلك لسرعته في الجري، وقوله: (فشور) أي: عرض، والمشور: المكان الذي يعرض فيه الدواب.
ومنها: المرتجز ابن الملاءة.
1 / 81