============================================================
النكت والفواتد على شرح العقائد وقدرحل في هذه السنة- أيضا- إلى دمياط والاسكندرية وما بينهما من المدن، وتفقه على يد شرف الدين الونائي" ت 841 ه" ثم رجع إلى القاهرة.
وفي سنة 848 ه قدم مكة المكرمة صحبة الحاج وجاور البيت الحرام فسمع بمكة وزار الطائف والمدينة المتورة وينبع، وفي رمضان من العام نفسه وصل القاهرة وبقي ملازما للحافظ ابن حجر حتى وفاته سنة 832 ه، وتفقه فيها على يد شرف الدين السبكي" ت 855 ه " وشمس الدين القاياتي ت 860 ه" ، وأخذ علما جما عن العلامة أبي الفضل بن أبي قاسم المشدالي ت 856 ه ثم انتقل إلى الشام ونزل بالمدرسة الغزالية واستقر فيها ليكون مثواه الأخير فيها (1) .
وقد كانت لهذه الرحلات فوائد جمة، يضاف إليها ترحاله في الغزو والجهاد في سبيل الله -تعالى - كما مر بنا في نشأته (2) تمثلت في تحصيل العلم، وأخذ السند العالي، والاتصال بالأئمة الأعلام، فنال - رحمه الله - ذلك كله ، مع ما وصل إليه من علو همة وقدرة على المناقشة والجدل والتأليف، وقدنقل عنه ابن العماد أنه قال عن رحلاته هذه : وكان ما أراد الله - تعالى - من التنقل في البلاد والفوز بالغزو والحج 8(3).
المطلب الثاني ، وغلاقضه، شغل- رحمه الله- على امتداد حياته بعض المناصب، وتولى بعض الوظائف، ففي سنة 857 ه حصل على أول وظيفة وهي : تدريس القراءات في المدرسة المؤيدية عقب أمين الدين ابن موسى، وقد بين البقاعي نفسه ذلك بقوله:" وهي أول وظيفة حصلت لي، والقراءات أول علم اشتغلت به، فكانت مناسبة عظيمة "(4) وذكر - أيضا - أنه حين أراد مباشرة الوظيفة أعد لذلك درسا حضره وجوه الناس وأعيانهم والقضاة الأربعة (1) ينظر: إنباء الصر بأبناء العصر لابن الصيرفي : 518، معجم الشيوخ لابن فهد المكي: 4/ 336 -339، الضوء اللامع للسخاوي :1/ 102 -111، وجيز الكلام للسخاوي: 3/ 909، نظم العقيان للسيوطي : 24ى شذرات الذهب لابن العماد: 7/ 340، البدر الطالع للشوكاني : 1 / 191 ، معجم المصنفين للتونكي :4 / 282، الأعلام للزركلي: 5611، معجم المقرين لعادل نوبض: 17/1، معجم المؤرخين لصلاح الدين المنجد: 260.
(2) ينظر : ص 18 -19.
(3) شذرات الذهب: 7/ 340 .
(4) إظهار العصر للبقاعي :269،268/1، وفي قوله :" مناسبة عظيمة " دلالة واضحة على اهتمامه بعلم المناسبات في كل شيء والله أعلم .
পৃষ্ঠা ২৪