367

কুরআনে অর্থ এবং ব্যাকরণ বিষয়ক টীকা

النكت في القرآن الكريم (في معاني القرآن الكريم وإعرابه)

সম্পাদক

د. عبد الله عبد القادر الطويل

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

والوجه الثاني: أن يكون ﴿قَلِيلًا﴾ خبرً لكانوا، والمعنى: كان هؤلاء قليلًا، ثم قال: من الليل ما يهجعون، أي: ما يهجعون شيئًا من الليل.
فعلى الوجه الأول يهجعون عجوعًا قليلًا، وعلى القول الثاني لا يهجعون البتة.
والهجوع: النوم، وهو قول ابن عباس وإبراهيم الضحاك، والأول قول الحسن والزهري. و﴿مَا﴾ في القول الأول صلة، وفي القول الثاني نافية، وقيل ﴿مَا﴾ مصدرية، والتقدير؛ كانوا قليلًا هجوعهم، وقدر بعضهم ﴿قَلِيلًا﴾ نعتًا لظرف محذوف، أي: كانوا وقتًا قليلًا يهجعون، وكل محتمل، قال قتادة: لا ينامون عن العتمة ينتظرونها لوقتها؛ كأنه عد هجوعهم قليلًا في جانب يقظتهم للصلاة، ولا يجوز أن تجعل ﴿مَا﴾ نفيًا وينصب بها ﴿قَلِيلًا﴾؛ لأن ما بعد النفي لا يعمل فيما قبله.
* * *
قوله تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ [الذاريات: ٢٢-٢٣]
قال الضحاك: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ﴾، أي المطر، لأنه سبب الخير، قال مجاهد: ﴿وَمَا تُوعَدُونَ﴾ من خير أو شر، وقيل: ما توعدون؛ الجنة؛ لأنها في السماء قال الفراء؛ أقسم بنفسه إن الذي قال لكم حق مثل ما إنكم تنطقون، قال: وقد يقول القائل كيف اجتمع ﴿مَا﴾ و﴿إِنَّ﴾ وقد يكتفى بإحداهما من الأخرى؟ وفي هذا وجهان:
أحدهما: أن العرب تجمع، بين الشيئين من الأسماء والأدوات إذا اختلف لفظهما، في الأسماء، قال الشاعر:

1 / 460