عليه هذا مع كثرة الصوم ولزوم العبادة والبر والصدقات، وبالجملة فإنه أحد من أدركنا من الأفراد"١.
"وكان ورعا شديد التحري والتحرز في مأكله ومشربه وملبسه فلا يأكل إلا من الحلال الطيب، فلقد قدم إليه مرة طعام من جهة لا يحب أن يأكل منها لما سأل عنه وعرف مصدره استدعى بطست وقال: أفعل ما فعله أبو بكر الصديق ﵁ ثم استقاء ما في بطنه"٢.
وكان يمتاز بالتواضع والبعد عن التباهي بما منحه الله من مواهب وطاقات عقلية وعلمية. فلقد سئل مرة هل رأيت مثل نفسك؟ فأجاب٣ قال تعالى: ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُم﴾ ٤.
قال ابن فهد: " ... لم تر العيون مثله ولا رأى مثل نفسه"٥. وكان ضابطا للسانه واسع الصدر واسع الحلم، يغض عمن يؤذيه مع قدرته على الانتقام منه. بل يحسن إلى من أساء إليه ويتجاوز على من قدر عليه بطيء الغضب ما لم يكن في حق الله تعالى. وكان في غاية السماحة والسخاء والبذل مع قصده إخفاء ذلك. وكان بارا بشيوخه وأبنائهم بل بطلبته وأصحابه وخدمه"٦. وكان شديد الحرص والمحافظة على الوقت.
_________
١ النجوم الزاهرة ١٥/٥٣٢.
٢ الجواهر والدرر ل ٢٣٣.
٣ الجواهر والدرر ل ٢٤٤.
٤ من الآية (٣٢) من سورة النجم.
٥ لحظ الألحاظ ص٣٣٦.
٦ الجواهر والدرر ل ٢٣٢/ب.
1 / 44