المنصور بالله القاسم بن محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
[ق/4] الحمد لله الذي خلق الخلق ليتفضل عليهم، وجعل خلقه لهم إظهارا لقدرته من غير حاجة إليهم، وألهمهم معرفته بما ركبه من العقول الفارقة فيهم، وأرسل إليهم رسله الكرام بالمعجز الذي هو الدليل عليهم، وجعل الإمامة للنبوة خلفا لبلاغ ما استحفظه لديهم، وأراهم محلها بما جمع من الفضائل في أهل بيت نبيهم، وأبان الدلالة على صاحبها بما جعل فيه من الخلال المأثورة عن أبيهم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم.
أما بعد: فإني كنت سمعت كثيرا من أخبار مولانا وإمامنا، ووسيلتنا إلى ربنا، الإمام الأعظم، والحجة لله سبحانه على أهل عصره من ولد آدم: المنصور بالله القاسم بن محمد بن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فأخذ النسيان أكثره، فرأيت أن أعلق في هذا المختصر ما أمكن مما بقي، وأجعله في هذه الأوراق اليسيرة توقيعا لما أمكن من الجمل، وأما الإحاطة بها فما أبعدها، والتفصيل لها أبعد من نيل النجوم وعدها؛ لطول المدة وتأخرنا عنها، ولتفرق الوقايع والقضايا، والبعوث والسرايا، في أقطار اليمن فإنه عليه السلام قام واليمن كله مجتمع للعجم، ولا مخالف لهم فيه من مكة إلى عدن، وكذا كثير من الأقاليم الخارجة عنه، ولايعلم أن ملك اليمن قد اجتمع قبل أوان قيامه عليه السلام على عادل أو جاير، كاجتماعه لهم من أيام الملقب بالرشيد إلى التأريخ المذكور، ومن تأمل السير والأخبار وجد صحة ذلك فكانت سيرته[ق5] عليه السلام كما قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
পৃষ্ঠা ২১৯