301

নুবধা মুশিরা

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

জনগুলি

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة: (ما اختلف دعوتان في الإسلام إلاوكانت أحدهما ضلالا أوكما قال) وأقول مع أني على بصيرة من ربي مالبست على نفسي ولا لبس علي من المحب للدنيا الذي باين أعداء الله منذ عرف عقله إلى أن قام غاضبا لله تعالى عملا بقوله تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}، أم الذي وازر أحمد بن الحسين بن عز الدين الذي لم يوجب الله إلا مناواته ومعاداته، ثم عادى إمام الحق الولي الحسن بن علي فقام وجد مع أحمد بن الحسين الذكور محاربا للإمام عليه السلام وأفتى بقتل الأخيار من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كالسيد علي بن عبد الله الغرباني القاسمي الشهيد رحمة الله عليه ورضوانه، فهو لأجل ذلك داخل تحت قوله تعالى: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف...} الآية، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:((لا يحل دم امرء مسلم إلا في ثلاث: كفر بعد إسلام، وزنا بعد إحصان، وقتل نفس بغير حق)) وقال صلى الله عليه وآله وسلم مامعناه: ((من شرك في دم المسلم ولو بشطر كلمة...)) الخبر. ثم ألجاه الأمر إلى أن وقف بين يد ي الإمام الحسن بن علي عليه السلام حتى استكمل رفده من الإمام عليه السلام مال إلى أشباهه الظالمين، فآزر لطف الله بن المطهر، فلما خاف [ق/202] على نفسه من الأتراك فر هاربا إلى بيشة، فلما من الله بقيامنا الميمون تشدد بنا وتوصل بما منح الله به علينا إلى الأمان والإطمئنان من الظالمين فقدم أولاده رهائن إلى أيدي الظالمين، وسكن بعد ذلك وقعد، وصار يفري أعراضنا بالشتم والسب ويمجد الظالمين بغيا علينا جزاء لما فعلناه إليه من المعروف ونسي ما صدر إليه منا من الجبا من غير ماله من البلاد، فاتقوا عباد الله وانظروا بعين البصيرة من العامل بقوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} أم من نابذهم أم ركن إليهم فإن اعتل بتقدم دعوته فإنها لم تصح عند أهل الورع والدين والعلماء الراشدين لما ذكرناه أولا من ركونه إلى الظالمين، وبغيه على أمير المؤمنين الولي الحسن بن علي إذ صار لذلك ظالما، والله يقول لخليله إبراهيم عليه السلام : {إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}، فسأل الإمامة لذريته فلم يجعلها سبحانه لأحد من الظالمين، وأيضا إنه لم يجبه بر ولا فاجر فيما يعرفه حتى من الله سبحانه بقيامنا، وليس يمنع قيام الصالح للإمامة من أهل البيت عليه السلام من تقدم دعوته إمام حق مجاب كما ذكره أئمتنا عليهم السلام في كتبهم، ويكفيهم قول الإمام المهدي أحمد بن يحيى عليه السلام: لم يتقدمه مجاب، وأيضا قال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام في الأحكام ما لفظه بعد الاحتجاج على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين بصفتهما من ذريتهما، وتعداد بعض من دعا بعدهما في صفة الإمام من ذريتهما الذي تجب طاعته ولا تجوز مخالفته قوله: فكان ورعا تقيا في أمر الله سبحانه جاهدا، وفي حطام الدنيا زاهدا، وكان فهما بما يحتاج إليه، عالما بتفسير ما يرد عليه، شجاعا، كميا، بذولا، سخيا، رؤوفا بالرعية رحيما متعطفا، متثبتا، حليما مساويا لهم بنفسه، مشركا لهم في أمره، غير مستأثر عليهم ولا حاكما بغير حق الله فيهم، قائما شاهرا لسيفه، داعيا إلى ربه، رافعا لرايته، مجتهدا في دعوته، مفرقا للدعاة في البلاد غير مقصر في تأليف العباد، مخيفا للظالمين، مؤمنا للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين، ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبونه، فهم لهم خائفون، وعلى إهلاكه جاهدون، ببغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشردا عنهم خائفا [ق/203] منهم، لا يردعه عن أمر الله تعالى ولا تهوله الأخواف، ولا تمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الإرجاف شمر تشمرة مجتهد غير مقصر، فمن كان كذلك من ذرية السبطين الحسن والحسين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته إلى قوله: فأما من عبث بنفسه وتمنى وأقام في أهله وولده وتلهى، وساير الظالمين وداجاهم وقضوا حوائجه وقضى حوائجهم وعاشروه وعاشرهم، وأمنوه وأمنهم وكفوا عنه وكف عنهم، وغمد سيفه وطوى رايته وستر نفسه وموه على الجهال وأهل الغفلة من الضلال وادعى الإمامة، وأوهمهم أنه يريد القيام وهو عند الله من القاعدين النيام، ذوي الفترة والوناء طلاب الراحة والرخا، وهو يظهر للرعية ويعرض لهم ويدخل قلوبهم أنه غير قاعد وأنه مباين للظالمين مجاهد، يوهمهم ذلك ويعرض لهم أنه كذلك ليجلب من درهم جلبا وخيما دويا، ويأكل بذلك من أموالهم حراما دنيا، قد لبس عليهم أمورهم بتمويهه عليهم، وقعد لهم بطريق رشدهم، يصدهم بتمويهه عن ربهم، ويمنعهم بتلبيسه عليهم من أداء فرضهم، والقيام بما يجب لخالقهم، فهو دائب في التحيل لأكل أموالهم بما يلبس عليهم من أحوالهم، وتمويهه لجهالهم أنه قائم غير قاعد، وأنه أحد يوميه ناهض، على الظالمين مجاهد، والله يعلم من سرائره وباطن أمره غير ما يوهم الجاهلين، ويكتبه عند الله من الصادين عن سبيله الذين يبغونها عوجا فهو يهلك نفسه عند ربه بفعله وفعل غيره، يفرق عن الحق والمحقين الأنام، ويجمع بذلك عليه الآثام، ويمكن دعوة الظالمين، ويقيم عهد ملك الفاسقين، ويوهن دعوة الحق والمحقين بما يموه به على الجاهلين للترؤس عليهم، وأكل أوساخ أيديهم، يأكل سحتا تافها حراما، ويجترم العظائم بالصد عن الله إجراما، يفرق كلمة المؤمنين، ويشتت رأي المسلمين، ولا يألو الحق خبالا يتأول في ذلك التأويلات، ويتقحم على الله فيه بالقحمات، ضميره إذا رجع إلى نفسه وناقشها في كل فعلة وأوقفها على خفي سره مخالف لظاهره، وفعاله في باطنه بغير ما يبدي للناس من ظاهره، يخادع الله والذين آمنوا وما يخادع إلا نفسه كما قال الله سبحانه: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم} كأن لم يسمع الله عز وجل يقول: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور} فهو يمكر بالله وبالمؤمنين، والله يمكر به وهو خير الماكرين [ق/204]، فهو في بلية من نفسه من تحيله لديناره ودرهمه، والاستدامة لما هو فيه من تافه نعمه، يلبس الحرير والديباج والقز، ويلتحف السمور والفنك والخز، لا يرتمض في أمور الله ولا يصلح شأن عباد الله، فأين من كان كذلك فقط من الإمامة كلا لعمره أنه عنها بعيد مجنب، ومنها غير دان ولا مقرب، إن لعب بنفسه وخدع من كان من شكله بزخرف قوله وكذبه، واجترائه على ربه ومن يفعل ذلك يلقى أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، فلعمري أن من كان كذلك فقط لبعيد عما يدعي وينتحل مما لم يجعل الله له أهلا ولم يشرع عليه إليه سبيلا. انتهى كلام الهادي عليه السلام.

পৃষ্ঠা ৫