নুবধা মুশিরা
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
জনগুলি
وأما أخبار وقعة القوعة فإنه اتفق في تلك الأيام اختلاف ما بين القاضي الشهيد جمال الدين علي بن يوسف الحماطي رحمة الله عليه وبين حي الشيخ ناصر بن راجح نشير إليها في موضعها إن شاء الله تعالى من أخبار الحماطي، فخاف الحاج شمس الدين الخلل فجمع جموعا واسعة من القبلة وخولان، والحدا وسنحان وغيرهم ورؤساؤهم وقصد بلاد الملاحي وجمعهم إلى ألهان يعني الحماطي وابن راجح، وسد أمورهم كلها، وأمر القاضي جمال الإسلام [ق/143] بجموعه بالمسير معه، وأمر الشيخ ناصر بن راجح إلى بلاد ذمار فلا زال حتى استقر في صنعة قرية غربي ذمار، فاستقر فيها وحصل بينه وبين العجم حروب، وفي بعضها قتل وابل من كبراء أغواتهم في جماعة من جند العجم لا رحمه الله، وتردد في المغارب حتى غلبه عليها علي باشا لا رحمه الله كما سيأتي إن شاء الله، ثم توجه الحاج شمس الدين حتى انتهى إلى ريشة أعشار، وكان فيها بعض الصوفية وأهل الشعبذة قد أقبلت إليه العوام وأظهر البدع، فأراد الحاج شمس الدين القبض عليه وإخراب منازله وإراحة المسلمين من شره، وكان له جانب من بني مطر ومن إليهم، وكانوا عمدة في عسكر القاضي جمال الدين علي بن يوسف الحماطي رحمه الله فعرف القاضي نفور أصحابه فتقدم إلى بيت المذكور، وبقي فيه لسلامته فأرسل الحاج شمس الدين رحمه الله إلى القاضي بتسليم البيت وما فيه، فماطله القاضي حتى ينظر في القضية ، ثم اهتم الحاج وأزعجه وأرسل جماعة منهم سيدنا العلامة القاضي سعيد بن صلاح الهبل رحمه الله تعالى، والقاضي يدافع ما أمكن فلم يشعر إلا وقد وصل الحاج بنفسه مع خواص، وكان عند الحاج مشائخ المشرق والمغرب ورؤساؤها كالشيخ علي بن فلاح، والشيخ علي بن عاطف الحجيفي ومشائخ خولان وغيرهم ، ومن العلماء العيون من أهل المشرق والمغرب جماعة وافرة، وكان الشيخ داود الملاحي معهم في حكم الملزوم، وله أخبار نأتي إن شاء الله بما أمكن منها فخاف القاضي جمال الدين إن تم ما أراد الحاج نفور بني مطر وغيرهم، وفهم الحاج شمس الدين أنه متهم له في الدفاع عن المذكور.
قال الشيخ شهاب الدين أحمد بن علي خضر: وكنت عند القاضي علي، فقيل: هذا الحاج، فقام للقاه فسلم عليه فلم يلتفت إليه بل دخل البيت قبله، قال: فتأخر القاضي في جماعة من الأعيان أصحاب الحاج فأشار إلى أن عرف بني مطر بالإشارة يغضبون ويفارقون المحطة، قال: فضربت طيسانهم للعزم إلى بلادهم فسمع الحاج فوقف وأرسل لهم بما يطيب به نفوسهم فكف عن ذلك ولم يرد القاضي [من سلامته] إلا تقريب بني مطر وما قد وضعه لهم ولمن هو في جانب لهم، قال: فخاف الحاج أن يحدث بين القبائل شيء فأمر الناس بالرحيل والتقدم على محطة القوعة، وكانت أعلى من سامك [ق/144] في أعلى الوادي الذي ينزل إلى الريشة، فلما عاينهم الحاج أمر بالمراكز أن تكون مع الشيخ داود الملاحي، وكان معظما في الناس وضم إليه سوادا عظيما من الناس، ثم رتب خولان ومن إليهم من جهة المشرق والحدا وغيرهم من جهة اليمن وهو وأهل القبلة في القلب، والقاضي جمال الدين علي بن يوسف الحماطي رحمه الله وبنو مطر وأهل المغرب من جهة المغرب ،فحصل حرب عظيم انجلى على أخذ المحطة كلها لم يفلت منهم إلا القليل على الخيل، منهم أميرهم المسمى الواعظ.
পৃষ্ঠা ৪৫৯