নারীবাদ ও বিজ্ঞান দর্শন
النسوية وفلسفة العلم
জনগুলি
81 ...
هكذا لم تعد فلسفة العلم في مرحلتها بعد الوضعية، كما كانت في مرحلتها الوضعية، أي لم تعد معنية فقط أو أساسا بتحليل مفاهيم التجربة والفرضية والتفسير والسببية والقانون والبينة والصدق والوصف والتنبؤ والتقدم العلمي وحدود التفسير العلمي ... إنه الأفق التاريخي، وبالتالي الحضاري والاجتماعي والإنساني الشامل الذي انفتح أمام فلسفة العلم حتى كادت تتلاحم مع سوسيولوجيا العلم، وهو الذي فتح الباب على مصراعيه أمام الفلسفة النسوية للعلم، للنظر إلى العلم كإحدى بنيات المجتمع البطريركي، وبالتالي نقد الذكورية السائدة فيه. وفي هذا بدا العلم الحديث أكثر من أية بنية أخرى استحقاقا للمعالجة النسوية. (12) العلم يفصح عن ذكوريته
ولأن العلم الحديث أمضى مؤسسات الحضارة الغربية، كان من أسهل الأمور إثبات أنه - سواء كبنية ثقافية أو كطريقة لاكتساب المعرفة - محكوم بالمركزية الذكورية، وأن القيم الذكورية لم تحدد العلم فحسب، بل حرصت على استبعاد الأنثوية تماما منه واعتبارها نقيضة العلم وضد العلم ولا علم. في العام 1622م تأسست في لندن أول جمعية علمية، تجسد روح العلم الحديث، الجمعية الملكية للعلوم، لتمثل منتدى يجتمع فيه العلماء لمناقشة وفحص النظريات والكشوف. و«كتب هنري أولدنبرج
H. Oldenberg ، أول سكرتير للجمعية ومحرر أول مجلة علمية، يقول إن مهمة الجمعية هي الرفع من شأن الفلسفة الذكورية، أو فلسفة الرجولة ... حيث يمكن أن نرتقي بعقل الرجل عن طريق معرفة الحقائق الثابتة. وبصميم التعريف الذي وضعوه لأنفسهم، لم يكن للنسوية دور في الجمعية. وبالفعل سفه العلماء الإنجليز منافسيهم الفرنسيين بأن أطلقوا عليهم لقب «المتأنثين»، وهاجم فرنسيس بيكون الفلسفة الأرسطية بأنها سلبية وضعيفة وأنثوية.»
82
إن فرنسيس بيكون
F. Bacon (1561-1627) هو داعية المنهج التجريبي حتى يعد كتابه الشهير «الأورجانون الجديد
Novum Organon » (1620م) بمثابة مانفستو حركة العلم الحديث. في الفقرة الأولى منه يعبر بيكون عن هذه الذكورية إذ يقول إن الطبيعة هي المملكة الكبرى للمعرفة البشرية التي يستطيع الإنسان غزوها والسيطرة عليها عن طريق التجريب.
83
إنه بمثابة الأب الروحي للعلم الحديث، تنقش مكتبة الكونجرس الأمريكي - أكبر مكتبة في العالم - اسمه أعلى إحدى بواباتها المذهبة، بوصفه واحدا من الذين قادوا البشرية إلى العصر الحديث بعبارته الشهيرة التي تصوغ روح العلم التجريبي الحديث: «العلم قوة» ليس تفهما أو انفتاحا أو أي شيء آخر سوى القوة كأبرز تجسيد للروح الذكورية. ودافع بحماس مشبوب عن «الفلسفة التجريبية الجديدة تدشينا للميلاد الحقيقي للعصر الذكوري، لكي يقود الرجال إلى الطبيعة بسائر بنيها وقد أصبحت ملزمة بخدمتكم وبأن تكون جارية لكم ... قهرها وإخضاعها، من أجل زلزلة أركانها. وبينما كان العلم في العصر الوسيط يكد من أجل محض الاسترشاد بمسار الطبيعة، استحث بيكون الباحثين على استخدام منهجه لاكتشاف الأسرار التي لا تزال مستغلقة في أحضان الطبيعة، لاقتحامها أكثر وأكثر، ... لشق الطريق إلى خزائنها المكنونة، ... لمهاجمة واحتلال قلاعها وحصونها، وتوسيع حدود إمبراطورية الإنسان.»
অজানা পৃষ্ঠা