الوزير المهلبي يحسن إلى كواز
وقد شاهدت أنا ، قريبا من هذا ، من الوزير أبي محمد ، الحسن بن محمد المهلبي رحمه الله ، وذلك : إن أبا محمد عبد الرحمن بن نصر السكري البصري ، صاحب البريديين ، وتقلد شرطة البصرة دفعات ، دعاة في وزارته ، فجاء إليه إلى داره في شارع المربد . فلما أراد الرجوع من داره إلى مسماران - وكان أبو محمد المهلبي رحمه الله ، قد نزلها - استقبح الإجتياز بالجامع مع أنه شارب ، فعدل في الأزقة إلى سيحان ، ليركب منها طيارة . فلما بلغ حيث تعمل الكيزان ، حقنه بوله ، فدخل دار قوم صنعاء ، فبال ، فدعا له صاحب الدار . فقال له : هذه الدار لك ؟ قال : لا ، هي بأجرة معي . قال : كم أجرتها ؟ قال : خمسة دراهم في الشهر . قال : وكم تساوي ؟ قال خمسمائة درهم . قال : وكم رأس مالك في عمل الكيزان ؟ قال : مائة درهم . فدفع إليه في الحال ألف درهم ، وقال : اشتر منها الدار ، ورد الباقي في رأس مالك ، وركب .
পৃষ্ঠা ৪৩