নিসা ফি হায়াত দুস্তুইভস্কি
نساء في حياة دستويفسكي
জনগুলি
أن تحب إنسانا قدر حبك لنفسك، وفقا لوصايا المسيح، أمر مستحيل. قانون الفرد يشد الإنسان إلى الأرض والأنا تعوقه، ومع ذلك فالمسيح وحده استطاع ذلك، لكن المسيح كان خالدا. إنه المثال الذي نسعى إليه وينبغي، بناء على قانون الطبيعة، أن يسعى إليه الإنسان ... إن السعادة العظمى هي في أن يهب الإنسان نفسه كاملة لجميع الناس ولكل شخص وبكل تفان.
على هذا النحو فإن قانون الأنا يندمج مع قانون الإنسانية وفي اندماجها، أنا والجميع (وهما يبدوان طرفي نقيض)، وبشكل متبادل، يضحي كل واحد من أجل الآخر، وفي الوقت نفسه يبلغان أيضا الهدف الأسمى للتطور الفردي لكل منهما.
هذا ما يمكن أن نسميه بجنة المسيح. إن التاريخ كله، سواء تاريخ البشرية، أو جزئيا تاريخ كل فرد على حدة، ليس سوى التطور، الصراع، السعي وتحقيق الهدف ...
وهكذا فإن الإنسان يسعى على الأرض نحو المثال المناقض لطبيعته. عندما لا يحقق الإنسان قانون السعي نحو المثال؛ أي عندما لا يضحي بذاته من أجل الناس، من أجل كائن آخر (أنا وماشا)، فإنه يشعر بالمعاناة، ويسمي هذه الحالة بالذنب. وهكذا فإن على الإنسان أن يشعر دائما (دون انقطاع) بالمعاناة التي تتساوى ونعيم الجنة، تنفيذ العهد، التضحية.
هذا هو التوازن الأرضي، وإلا ستصبح الحياة على الأرض بلا معنى ...»
بعد عام ونصف ينقل دستويفسكي ما تبقى في ذاكرته الإبداعية عن رفيقة حياته الأولى ليضعه في شخصية كاترينا إيفانوفنا مارميلادوفا في رواية «الجريمة والعقاب»، ليكون مصير وشخصية صديقه مارميلادوفا الكثير من الظروف التي مرت في سيرة حياة زوجته الأولى؛ الشباب اللامبالي، الزواج من سكير مدمن، «العفو اليائس»، تطور حدة مرض السل الرئوي، نوبات الغضب ثم شلالات من دموع الندم؛ كلها سمات كاترينا إيفانوفنا المأخوذة من طبيعة عرفها الكاتب عن قرب ليجسدها مستخدما السبك الفني للمادة الواقعية الخام.
لقد استخدم دستويفسكي عند وضعه لهذه الشخصية بعض لمسات أيضا من خطابات كوزنيتسك التي كتبتها ماريا ديمترييفنا؛ فيوم وفاة كاترينا إيفانوفنا مارميلادوفا تتلقى «صدقة» مقدارها ثلاثة روبلات، بل إن دستويفسكي استخدم سمات زوجته الأولى في الفترة التي سبقت وفاتها ليضعها في المظهر الخارجي لبطلته: «هي امرأة نحيلة نحولا رهيبا، دقيقة القسمات، طويلة القامة، حسنة الهيئة، لها شعر رائع كستنائي اللون، على خديها بقعتان حمراوان فعلا. إنها تسير في الغرفة طولا وعرضا، وقد شدت يديها إلى صدرها تضغطه بهما، وكانت أنفاسها قصيرة مقطعة، وكانت عيناها تسطعان ببريق محموم، ولكن نظرتها حادة ثابتة. إن هذا الوجه الذي التهمه مرض السل يحدث مرآه على ضوء الشمعة الصغيرة الذائبة أثرا أليما في النفس.»
على هذا النحو يتذكر دستويفسكي رفيقته الأولى في الحياة. وعلى طريقة رامبرندنت يرسم دستويفسكي الضوء في شفق بطرسبورج في تلاعب الظلال الكثيفة العابرة، التي راحت تتجمع على خديها الشاحبين لتبرز عينين ثابتتين محمومتين؛ إنه وجه معذبة عظيمة ترزح تحت وطأة الحياة، وبهذه الألوان القاتمة صور دستويفسكي لوحة لقبر صديقته المسلولة.
في حديث شخصي دار بيني وبين أنا جريجوريفنا دستويفسكايا، أخبرتني ببعض المعلومات الإضافية عن الزواج الأول دستويفسكي: «لقد أحب فيودور ميخايلوفيتش زوجته الأولى بقوة؛ لأنه أول شعور حقيقي له في الحياة؛ فقد مر شبابه كله في العمل الأدبي. وتحت انطباع نجاحه الأول المدوي، استغرقته الكتابة تماما، ولم يكن لديه وقت ليقيم أي علاقة غرامية حقيقية. أما ولعه ببانايفا فكان أمرا عابرا لا يؤخذ في الحسبان. على أن الأمر مع ماريا ديمترييفنا قد جرى على نحو مختلف.»
لقد كان شعورا جارفا بكل ما فيه من أفراح وأتراح. في سنواتها الأخيرة: «كان للمرض الذي اشتدت حدته على الراحلة أثر خاص على ما أحاط علاقتهما من عذاب.»
অজানা পৃষ্ঠা