নিসা ফি হায়াত দুস্তুইভস্কি
نساء في حياة دستويفسكي
জনগুলি
انكب دستويفسكي بكل كيانه في تدبير الأمور المتعلقة بمصير ماريا ديمترييفنا. حصل على مال من فرانجيل. سعى ليلحق باشا إيسايف بالجيش. بذل ما في وسعه بتضحية بطولية، وكان على استعداد أن يجثو على ركبتيه «ليتسول من أجل منافسه المدرسي من كوزنيتسك، الذي تحمل له ماريا ديمترييفنا مودة عميقة (يقول فرانجيل عن هذا المدرس إنه «شخصية تافهة»).
لكن كل ذلك لم يفلح، كما يبدو، في أن يعيد عاطفة ماريا ديمترييفنا الودية نحو دستويفسكي. بعد عام تقريبا من وفاة إيسايف، في صيف 1856م، يرسل دستويفسكي خطابات إلى فرانجيل تفيض باليأس: «أشعر وكأن بي مسا من الجنون ... لقد مضى الأمر!» «أحوالي سيئة للغاية، أنا في يأس تام. يصعب أن تتصور ما عانيته من شقاء.» وفي خطابه المؤرخ الحادي والعشرين من يوليو يقول: «أخشى أن تتزوج، وعندها قد ألقي بنفسي في الماء أو أغرق في الشراب.»
بحلول شتاء عام 1857م فقط؛ أي بعد مرور عام ونصف على وفاة إيسايف، إذا بالأمور تسير أخيرا لصالح دستويفسكي. وإلى هذه الفترة يعود خطابه الذي أرسله إلى فرانجيل حول زواجه المقبل. وأخيرا وبعد طول انتظار للسعادة، يغلق دستويفسكي عينيه عن الماضي كله. يكتب دستويفسكي في خطابه مطمئنا نفسه من جراء الذكريات التي عذبته من منافسه غير بعيد: «إنها تحبني، أعرف ذلك يقينا.»
وفي سياق حديثه إلى فرانجيل عن هذا الجزء المظلم من قصته الغرامية يقول: «سوف تتخلى عن حبها الجديد.»
لكن دستويفسكي لم يجد بطبيعة الحال سعادته المرجوة في هذا الزواج. ها هو فرانجيل يحدد الملمح الرئيسي في العلاقات التالية: «كانت ماريا ديمترييفنا تعاني دوما من المرض، تجتاحها نوبات من الجموح والغيرة.»
كانت دراما الغيرة قد بدأت قبل ذلك في سيميبالاتينسك، على أثرها تفككت الصداقة الأسرية تماما.
كانت ماريا ديمترييفنا تشعر بالشك العدواني تجاه عائلة زوجها باعتبارها قريبة مريضة وفقيرة، وكان وسواس الكراهية يدفعها للتعامل مع العائلة بكل ما تملك من هياج وحقد. ظلت طوال حياتها تعتقد أن ميخائيل ميخايلوفيتش عدو غامض، ولم تظهر رغبتها في التصالح معه إلا وهي على حافة القبر.
في غضون ذلك كان المرض يزداد حدة، وسرعان ما انعكس انتقالها إلى بطرسبورج للإقامة الدائمة بها على تطور مرض السل الرئوي. وفي شتاء عام 1863-1864م، اضطر الزوجان دستويفسكي إلى اتخاذ موسكو مقرا لإقامتهما بسبب الضعف الشديد الذي أصاب ماريا ديمترييفنا. وبدءا من فصل الربيع ازدادت حدة المرض، وفي منتصف شهر أبريل أرسل دستويفسكي خطابا إلى أخيه يقول فيه: «بالأمس داهمت ماريا ديمترييفنا نوبة حاسمة؛ تفجر الدم من حلقها وأغرق صدرها، وراح يخنقها ...»
وفي اليوم التالي، السادس عشر من أبريل من عام 1864م، جاءت خاتمة قصة حب دستويفسكي المؤلمة؛ ماتت ماريا ديمترييفنا. فيما بعد يكتب دستويفسكي قائلا: «أحبتني بلا حدود، وأنا أحببتها أيضا بلا حدود، ولكنني لم أكن سعيدا معها ... وعلى الرغم من أننا كنا تعيسين معا بشكل مطلق، بسبب شكوكها وطبعها المرضي العجيب، فإننا لم نستطع أن نتوقف عن حب كل منا للآخر، بل كلما ازداد بؤسنا، ازداد تعلقنا كل بالآخر.»
في نفس يوم وفاة زوجته، يخط دستويفسكي وهو أمام جثتها الهامدة بضعة تأملات في دفتر مذكراته حول فكرة الحب والزواج، حول رسالة كل شخص على الأرض: «16 أبريل. ماشا ترقد على الطاولة. ترى هل سألتقي بماشا مرة أخرى؟
অজানা পৃষ্ঠা