নিসা ফি হায়াত দুস্তুইভস্কি
نساء في حياة دستويفسكي
জনগুলি
يؤكد روزانوف أن سوسلوفا لم تكن شديدة الذكاء، لكنها تميزت بجاذبية منقطعة النظير تماما. نوع من الأنوثة الطاغية الآسرة، لكنها على ما يبدو، ظلت «معذبة» حتى في شهواتها، حيث أظهرت فيها أيضا قدرا من الخروج على المعايير، لتسير في منعطفات خاطئة نتيجة طبيعتها المركبة من شظايا حطام. بعد مرور ثلاثين عاما لا يستطيع روزانوف أن يتذكر فتنة هذه المرأة الغربية دون أن ينتابه اضطراب عميق وشيء ما من الإعجاب الحاد، هذه المرأة التي هي ليست «يكاترينا ميديتشي»، ولا «السيدة العذراء».
إن خطاب روزانوف يلقي بمزيد من الضوء على طابع هذه العلاقة الغرامية المعقدة التي عاشها دستويفسكي. إن شخصية سوسلوفا قد كشفت له عن عدد من الجوانب الخفية في الطبائع الغائرة «للفتيات المتكبرات» أو «النساء الجهنميات»؛ ففي جميع رواياته التي كتبها في فترة النضج نجد أمامنا هذا النموذج النسائي الجديد، الذي أخذ في الصعود نحو شخصية رفيقته المتسلطة الآسرة إبان رحلته التي قام بها في عام 1863م.
10
الفصل الرابع
وأخيرا تظهر في طريق دستويفسكي المرأة التي كانت على استعداد أن تضع مصيرها كله؛ عواطفها الحية ، وأن تذيب شخصيتها كاملة دون نقصان في وسط أفكاره وطموحاته ومصالحه. كان اليوم الأول للقاء دستويفسكي مع هذه التي كانوا يسمونها قبل تعارفهما نيتوتشكا نيزفانوفا،
1
هو الرابع من أكتوبر عام 1866م، اليوم الذي فتح عصرا جديدا في تاريخ حياته.
إن تاريخ ظهور الحب الأخير لدستويفسكي يتميز بالمفاجأة والسرعة. لقد ألزم العقد الصارم الذي وقعه دستويفسكي مع ستيلوفسكي، ألزم الكاتب بتسليم روايته الجديدة، والتي تقع فيما لا يقل عن عشر ملازم بحلول الأول من نوفمبر لطبعها تحت تهديد توقيع غرامة ثقيلة. يكشف لنا الخطاب التالي تفصيلا الاضطراب العملي في حياة دستويفسكي في هذه الفترة، والخطاب مؤرخ الثامن من مايو عام 1871: «لقد اشترى ستيلوفسكي مني مؤلفاتي في صيف عام 65 على النحو التالي؛ بعد وفاة أخي في عام 64 تحملت عنه الكثير من ديونه، وقد استخدمت أموالي الخاصة، وهي عشرة آلاف روبل (حصلت عليها من عمتي) في مواصلة إصدار مجلة «العصر»، مجلة أخي، لصالح عائلته، دون أن يكون لي أي حصة فيها، وحتى دون أن يكون لي الحق في وضع اسمي على غلاف (ترويسة) المجلة باعتباري محررا.
لكن المجلة أفلست، واضطررت لتركه، ثم واصلت بعد ذلك سداد ديون أخي وديون المجلة قدر استطاعتي. لقد أعطيت كمبيالات كثيرة لديميس وحده بالمناسبة (الآن بعد وفاة أخي). لقد جاء هذا المدعو ديميس إلي ورجاني أن أعيد توقيع كمبيالات أخي باسمي (كان ديميس هذا هو الذي يبيع الورق لأخي)، ووعدني أنه سوف ينتظر ما شاء لي الانتظار، وقد فعلت ذلك بحماقة بالغة.
وفي صيف عام 65 بدأ الجميع بملاحقتي بشأن كمبيالات ديميس وغيره (لا أذكر من)، ومن جانب آخر أظهر جافريلوفا عامل المطبعة أيضا كمبيالة لديه قيمتها ألف روبل، كنت قد أعطيتها له؛ لاحتياجي للمال حتى تستمر المجلة التي لا أملكها في العمل. لم يكن باستطاعتي أن أثبت قانونا عدم مسئوليتي عن الكثير من الكمبيالات، لكنني كنت أعلم علم اليقين (وخاصة فيما يخص كمبيالات ديميس) أن الأمر قد تم بتدبير من ستيلوفسكي، الذي ألب علي جافريلوف أيضا آنذاك. وفي الوقت نفسه إذا به يرسل إلي فجأة عرضا؛ أن أبيع له رواياتي مقابل ثلاثة آلاف روبل، بالإضافة إلى كتابة رواية خاصة بأكثر الشروط إهانة وتعجيزا. ولو أنني انتظرت لتسلمت من باعة الكتب ضعف هذا المبلغ مقابل طبع الرواية على أقل تقدير، ولو أنني انتظرت عاما آخر لحصلت على ثلاثة أضعاف المبلغ؛ أي سبعة آلاف روبل، مقابل بيع الطبعة الثانية من «الجريمة والعقاب» أسدد بها ديون المجلة وبازونوف وبارتس ومورد الورق.
অজানা পৃষ্ঠা