নিসা ফি হায়াত দুস্তুইভস্কি
نساء في حياة دستويفسكي
জনগুলি
وهكذا اقترب الأمر من نهايته، وذات يوم قامت الأخت الصغرى صوفيا المتيمة بحب دستويفسكي بحفظ «السوناتا الحماسية» لبيتهوفن، وهو العمل المفضل عند الكاتب، بينما راحت تقوم بعزف هذه المقطوعة الصعبة من أجله، كان دستويفسكي يقوم في ركن غرفة الاستقبال الصغيرة بالإفصاح الحاسم عن مشاعره للأخت الكبرى.
راح يقول لها في همس تشوبه الرغبة العارمة : «يمامتي أنا فاسيليفنا، افهميني، لقد أحببتك منذ الدقيقة الأولى التي رأيتك فيها، بل وتنبأت بذلك من قبل عندما كنا نتبادل الرسائل. لا أحبك حب الأصدقاء، وإنما أهيم بك بكل كياني ...»
لكن أنا فاسيليفنا كروكوفسكايا كانت قد حسبت لكل ما يخص مشاعرها حسابه. كانت تعلم مسبقا أن من الممكن أن يقدر المرء شخصا ما تقديرا رفيعا لما يملكه من موهبة، ولا تكون لديه في الوقت نفسه الرغبة في أن يتزوج منها. كان الحس الأنثوي لدى هذه الفتاة ذات الثمانية عشر ربيعا يجعلها تتنبأ أن زوجة دستويفسكي ينبغي أن تكرس حياتها كلها من أجله، وأن تتخلى عن حياتها الشخصية. على مدى الشهور الثلاثة من تعارفهما أدركت أن دستويفسكي العنيد ذا المزاج العصبي قد سيطر على مشاعرها كلية، كما لو أنه تسلل إلى كيانها، وأنه حرمها من أن تكون هي ذاتها. وهنا لم يكن أمامها إلا أن ترفض خطبة دستويفسكي.
ما إن انتهى فصل الشتاء حتى غادرت عائلة كروكوفسكي مدينة بطرسبورج، وفي نهاية الخريف من نفس العام تلقت أنا فاسيليفنا خبرا يفيد خطبة دستويفسكي من «فتاة رائعة، أحبها ووافقت على الزواج منه».
لكن الإعجاب ب «حورية البحر» ترك أثرا لا يمحى لدى الكاتب الكبير. بعد بضع سنين، وفي شهر مايو عام 1868م، يكتب دستويفسكي إلى مايكوف خطابا جاء فيه: «أعلم أن لديه (يقصد بافل إيسايف ربيبه) بعض خطابات كنت قد تلقيتها في هذا العام، وهي خطابات على جانب كبير من الأهمية. أحد هذه الخطابات تلقيته من صديقتي السابقة كروكوفسكايا. ليته يعيد إرساله إلي هنا. هذا أمر شديد الأهمية بالنسبة لي» (الخطابات، ص187). هذه السطور القليلة التي تنم عن قلق بالغ، إنما تعكس أنه على الرغم من مرور عدة سنوات والبعد مئات الكيلومترات، فإن ذكريات الكاتب عن «الحورية» المسماة باليبين كانت ما تزال تعبث بمشاعره.
يحكي دستويفسكي فيما بعد لأنا جريجوريفنا قائلا: «أنا فاسيليفنا واحدة من أفضل النساء اللائي قابلتهن في حياتي . كانت شديدة الذكاء، ناضجة، تمتلك ثقافة أدبية واسعة، وكان لديها قلب طيب ورائع. كانت فتاة تمتلك خصالا خلقية رفيعة، على أن أفكارنا كانت على طرفي نقيض، وكان من المستحيل أن تتراجع عن أفكارها، بل كانت متمسكة بها بشدة؛ ولهذا كان من الأرجح ألا ينجح زواجنا. أحللتها من وعدها، وتمنيت لها مخلصا أن تقابل الرجل الذي يشاركها أفكارها، وأن تجد سعادتها معه!»
بعض فتيات دستويفسكي المتكبرات المسيطرات، مثل كاترينا إيفانوفنا في «الإخوة كارامازوف»، يعكسن وجها من وجوه «خطيبة دستويفسكي» صاحبة الشخصية المهيمنة.
3
الفصل الثالث
واحدة من أكثر قصص الحب عاشها دستويفسكي قوة ترجع إلى مطلع الستينيات من القرن التاسع عشر. أما بطلة هذه القصة وهي أبوليفاريا سوسلوفا؛ الفتاة الشابة التي تركت أثرا عميقا في إبداع الروائي الروسي الكبير بعد ذلك.
অজানা পৃষ্ঠা