الذي يقوم رويدا رويدا.
وأين صيت أولئك الرجال في الوقت الحاضر؟ يعرف كل بلد اسم أبنائه الذين أنجزوا الكثير، ولا شيء غير ذلك تقريبا، وكل خلود حقيقي يمكن الرائد أن يناله هو أن يذكر اسمه في الخرائط ، وهم لم ينالوا ذلك في غير زوايا صغيرة مستورة، لا بحروف من نار على المنابع والبحيرات والأنهار. ومن الرواد من ودوا ضمان أنفسهم من النسيان على مقياس ضيق فأطلقوا أسماءهم الملتنة
9
على أنواع جديدة من الحيوان والنبات، وما كان لأكابر الرواد أن يصنعوا مثل ذلك، فقد اختاروا لذلك أسماء الملوك والملكات وأسماء رؤساء الجمعيات الجغرافية التي أرسلتهم إلى الخارج، وبدا ستانلي وحده ساذجا مختالا فسمى الكونغو حينما اكتشفه بنهر ليفينغستن كما سمى جبال القمر بسلسلة غوردون بنت فلم يلبث الاسمان أن تواريا.
وأطلق الشهم دوك أبروزي،
10
الذي كان أول من تسلق ذرا تلك السلسلة، على هذه الدرا أسماء الرواد الثلاثة العظام الذين اكتشفوا منابع النيل، ولكنك لا ترى هذه الأسماء على الخرائط العامة، ولكن أحدا لا يعرفهم لذلك، وتحمل مدينة في الكونغو اسم ستانلي، ويحمل خليج في بحيرة فيكتورية اسم سبيك، ولا شيء يذكر باسم غرانت أو اسم بيكر، وتمحي بالتدريج ذكرى الملوك الذين تحمل البحيرات أسماءهم، فإذا ما تحدث الطلاينة عن بحيرة ألبرتو قصدوا بهذا الاسم كارلو ألبرتو البيموني؛
11
وذلك لأنك إذا استثنيت إنكلترة وجدت الجمهور يجهل ألبرت جهلا تاما.
ألم يقم أولئك الرواد العظماء بمغامراتهم في سبيل الجمهور والبشرية بأسرها؟ وإذا عدوت العلماء لم تر أحدا يجد معنى لتسمية منبع النيل ومسقطيه الكبيرين باسم الوزير ريبون والأستاذين أوين ومرشيسن.
অজানা পৃষ্ঠা