ফারাও এবং আরবদের আমলে নীল

আন্তোন জিক্রি d. 1369 AH
100

ফারাও এবং আরবদের আমলে নীল

النيل في عهد الفراعنة والعرب

জনগুলি

ثم نشأ فيهم أكل بعضهم بعضا حتى تفانى أكثرهم، ودخل في ذلك جماعة من المياسير والمساتير منهم من يفعله حاجة ومنهم من يفعله استطابة.

وحكى لنا رجل أنه كان له صديق أدقع في هذه النازلة، فدعاه صديقه هذا إلى منزله ليأكل عنده على ما جرت به عادتهما قبل، فلما دخل منزله وجد عنده جماعة عليهم رثاثة الفقر، وبين أيديهم طبيخ كبير اللحم وليس معه خبز، فرابه ذلك وطلب المرحاض، فصادف عنده خزانة مشحونة برمم الآدمي، وباللحم الطري، فارتاع وخرج فارا. وظهر من هؤلاء الخبثاء من يتصيد الناس بأصناف الحبايل، ويجتلبونهم إلى مكانهم بأنواع المخاتل، وقد جرى ذلك لثلاثة من الأطباء: أما أحدهم فإن أباه خرج فلم يرجع، وأما الآخر فإن امرأة أعطته درهمين على أن يصحبها إلى مريضها، فلما توغلت به مضايق الطرق استراب وامتنع عنها وشنع عليها، فتركت درهميها وانسلت، وأما الثالث فإن رجلا استصحبه إلى مريضه في الشارع يزعمه وجعل في أثناء الطريق يصدف «بالكسر»، ويقول: اليوم يغتنم الثواب ويتضاعف الأجر، ولمثل هذا فليعمل العاملون، ثم كثر حتى ارتاب منه الطبيب، ومع ذلك فحسن الظن يغلبه وقوة الطبع تجذبه، حتى أدخل دارا خربة فزاد استشعاره وتوقف في الدرج.

وسبق الرجل فاستفتح فخرج إليه رفيقه يقول له: هل مع إبطائك حصل صيد ينفع، فخرج الطبيب لما سمع ذلك، وألقى نفسه إلى إصطبل من طاقة صادفها لسعادته، فقام إليه صاحب الإصطبل يسأل عن قضيته، فأخفاها عنه خوفا منه أيضا، فقال له: قد علمت حالك، فإن أهل هذا المنزل يذبحون الناس بالختل.

ووجد بأطفيح عند عطار عدة خوابي ملأى بلحم الآدمي وعليه الماء والملح، فسألوه عن علة اتخاذه والاستكثار منه فقال: خفت إذا دام الجدب أن يهزل الناس.

وكان جماعة من الفقراء قد آووا إلى جزيرة وتستروا ببيوت طين يتصيدون فيها الناس، ففطن لهم وطلب قتلهم فهربوا، ووجد في بيوتهم من عظام بني آدم شيء كثير، وخبرني الثقة أن الذي وجد في بيوتهم أربعمائة جمجمة.

ومما شاع وسمع من لفظ الوالي، أن امرأة أتته سافرة مذعورة، تذكر أنها قابلة وأن قوما استدعوها وقدموا لها صحنا فيه مكباج محكم الصنعة مكمل التوابل فألفته كثير اللحم مباينا للحم المعهود، فتقززت منه ثم وجدت خلوة ببنت صغيرة فسألتها عن اللحم فقالت: إن فلانة السمينة دخلت لتزورها فذبحها أبي وها هي معلقة إربا، فقامت القابلة إلى الخزانة فوجدتها أنابير لحم، فلما قصت على الوالي القصة، أرسل معها من هجم الدار وأخذ من فيها، وهرب صاحب المنزل ثم صانع عن نفسه في خفية بثلاثمائة دينار ليحقن بذلك دمه.

ومن غريب ما حدث من ذلك أن امرأة من نساء الأجناد ذات مال ويسار كانت حاملا، وزوجها غائب في الخدمة، وكان يجاورها صعاليك فشمت عندهم رائحة طبيخ فطلبت منه، كما من عادة الحبالى، فألفته لذيذا فاستزادتهم فزعموا أنه نفد، فسألتهم عن كيفية عمله فأسروا إليها أنه لحم بني آدم، فواطأتهم على أن يتصيدوا لها الصغار وتجزل لهم العطاء، فلما تكرر ذلك منها وضريت وغلبت عليها الطباع السبعية ، وشى بها جواريها خوفا منها، فهجم عليها فوجد عندها من اللحم والعظام ما يشهد بصحة ذلك فحبست مقيدة وأرجئ قتلها احتراما لزوجها وإبقاء على الولد في جوفها.

ولو أخذنا نقص كل ما نرى ونسمع لوقعنا في التهمة أو في الهذر، وجميع ما حكيناه مما شاهدناه لم نتقصده ولا تتبعنا مظانه، وإنما هو شيء صدفناه اتفاقا، بل كثيرا ما كنت أفر من رؤيته لبشاعة منظره.

وأما من يتحين ذلك بدار الوالي فإنه يجد منه أصنافا تحضر مع آناء الليل والنهار، وقد يوجد في قدر واحدة اثنان وثلاثة وأكثر، ووجد في بعض الأيام قدر فيها عشر أيد كما تطبخ أكارع الغنم، ووجد مرة أخرى قدر كبيرة وفيها رأس كبيرة وبعض الأطراف مطبوخا بقمح وأصناف من هذا الجنس تفوت الإحصاء.

وكان عند جامع ابن طولون قوم يتخطفون الناس، ووقع في حبالتهم شيخ كتبي بدين ممن يبتاعون الكتب، فأفلت بجريعة الذقن.

অজানা পৃষ্ঠা