معروفًا من ميولهم للدولة الفاطمية (^١). ويتّضح كذلك من تنوّع المؤلفات المنسوبة للشيزري، ومن كثرة إشاراته للشام وبلادها، أنه قضى فترة من حياته بتلك البلاد -إن لم يكن شامي الأصل-، وربما تولّى وظيفة القضاء بإحدى بلادها، إذ اعتبره حاجي خليفة (^٢) قاضيا لطبرية، وأورد فستنفلد (^٣) (Wustenfeld) اسمه على أنه كان طبيبا بحلب حوالي سنة ٥٦٥ هـ (١١٦٩ م). غير أنه ليس لدينا ما يثبت أن الشيزري تولّى الحسبة سوى معلوماته الضافية عن واجباتها، ومعرفته التامة بدخائل الأسواق وأهلها، والسلع وأنواعها في عصره، مما يحتمل بأنه كان يجمع بين وظيفة القضاء ووظيفة الحسبة في طبرية، إذا صحت إشارة حاجي خليفة السالفة الذکر.
وكيفما كان الأمر قد مات الشيزري حوالي سنة ٥٨٩ هـ (١١٩٣ م)، حسبما قرّر بروکلمان (^٤)، وهي السنة التي توفي فيها صلاح الدين الأيوبي؛ ولكن بروكمان لم يبين المراجع التي اعتمد عليها في تحقيق هذا التاريخ، وليس بالمراجع المتداولة هنا ما يساعد على التأكد من وفاة المؤلف في تلك السنة.
وللشيزري عدا كتاب "نهاية الرتبة في طلب الحسبة"، وكتاب "المنهج المسلوك في سياسة الملوك" الذي تقدمت الإشارة إليه، مؤلفات كثيرة في موضوعات مختلفة، وهي "الإيضاح في أسرار النكاح" (^٥) " في مجلدين - الأول خاص بالرجال والآخر خاص بالنساء، و"خلاصة الكلام في تأويل الأحلام (^٦) "، و"روضة القلوب ونزهة المحب والمحبوب (^٧) ".
_________
(^١) انظر. Ency. ١ sl. Arts. Sinf، Shadd»
(^٢) حاجي خليفة: كشف الظنون، ج ٣، ص ٥١٠.
(^٣) Wustenfeld:Geschichte der Arabischen Aerzte und Naturforscher، p. ١٠٠.)
(^٤) انظر. (٨٣٢. Brackelmann: ٠ p، Cit. ١، p
(^٥) حاجي خليفة.کشف الظنون، ج ١، ص ٥٠٧.
(^٦) حاجي خليفة:کشف الظنون، ج ٦، ص ١٦٦. وهذا الکتاب مترجم إلى اللغة الفرنسية
تحت عنوان:
(Vallier: L'Oneirocrite Musulman ou Doctrine de l'Interpretatiou des Songes، par Gabdarxachamian fils de nesar، Paris، ١٦٦٤).
(^٧) حاجي خليفة: کشف الظنون، ج ٣، ص ٥١٠، وتوجد نسخ لهذه المؤلفات في المكتبات
المختلفة. انظر ١١. (Brockelmann: Geschichte der Arabischen Litteratur. l. p. ٤٦١; Supplement Band . p ٨٣٢).
المقدمة / 11