238

** البحث الثاني : في أنه لا يجب في المحدث سبق المدة عليه (1)

اختلف الناس هنا ، فذهب المسلمون كافة إلى ذلك ، وذهبت الفلاسفة إلى أن كل محدث فإنه مسبوق بزمان هو موجود غير قار الذات متصل اتصال المقادير (2) ، لأن الحادث بعد ما لم يكن (3) تكون بعديته هذه مضافة إلى قبلية قد زالت ، فله قبل لا يوجد مع البعد ، وليست تلك القبلية كقبلية الواحد على الاثنين التي قد يكون بها ما هو قبل وما هو بعد معا في حصول الوجود (4)، بل يجب أن تكون قبلية قبل لا تثبت مع البعد ، بل تزول قبليته عند تجدد البعدية.

وهذه القبلية مغايرة للعدم ، لأن العدم كما كان قبل ، فقد يصح أن يكون بعد ، وليس القبل بعد ، ولا الفاعل لأنه قد يكون الفاعل قبل الحادث (5) ومعه وبعده ، وليس القبل كذلك. فهو شيء آخر يتجدد ويتصرم ، وهو غير قار الذات ، وهو متصل في ذاته ، لإمكان فرض متحرك يقطع مسافة يوافق حدوث هذا الحادث انقطاعها ، فيكون ابتداء حركته قبل هذا الحادث ، ويكون بين ابتداء الحركة وانتهائها ، كما بين ابتداء الحركة وحدوث الحادث ، فكما كان هناك قبليات وبعديات متصرمة متجددة مطابقة لأجزاء المسافة والحركة، كذا يجب أن يكون بين ابتداء الحركة وابتداء هذا الحدوث.

পৃষ্ঠা ২৪৩