وقال آخرون : إنه ما صح التأثير به أو فيه. وأراد بقوله فيه الجواهر ، لأن الجواهر يصح التأثير فيها ولا يصح بها لأنها لا توجب حكما في الغير.
وقيل : حد الوجود ما يظهر معه مقتضى صفات النفس ، وهذا على رأي من قال : المعدوم له في حال عدمه صفة ، ولكل جنس صفة نفسية ، ومن قال : إن المعدوم لا صفة له حال عدمه قال : الوجود هو الثبوت.
وقال آخرون : الوجود هو الذي يوجب كون ما وصف به موجودا.
وقيل : إنه الذي ينقسم إلى القديم والحادث.
وقيل : الوجود هو الذي ينقسم إلى فاعل أو مفعول.
وهذه التعريفات كلها رديئة لاستلزام التعريف بها الدور ، أو التعريف بالأخفى ، والحق أنه غني عن التعريف ، إذ كل عاقل لا يشك في أنه موجود (1).
وقد استدل أفضل المتأخرين (2) على أوليته بوجوه (3):
** الوجه الأول :
بالكل ، والعلم السابق على الأولي أولى أن يكون أوليا ، والوجود في الكل واحد ، فالوجود المطلق أولي.
وفيه نظر ، فإن للقائل أن يقول : البديهي ، الحكم بأني موجود ، أما تصور وجودي فممنوع ، ونمنع كمالية تصور كل واحد لوجوده ، فجاز أن يتصوره باعتبار
পৃষ্ঠা ১৮