المجلد الأول
المقدمة
رحمة الله ﷿ بأمة محمد ﷺ
...
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد فهذا كتاب الفتن والملاحم فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِمَّا أَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَذِكْرِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَالْأُمُورِ الْعِظَامِ الَّتِي تَكُونُ قَبْلَ يَوْمِ القيامة مما يجب الإِيمان به لإِخبار الصادق المصدوق عنها الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يوحى.
رَحْمَةَ الله ﷿ بِأمَّةِ مُحمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسّلاَم
قَالَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا كثير بن هشام، حدثنا المسعودي١ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أمّتي هذه أمّة مَرْحُومةٌ ليس عليها عذابٌ في الآخرة عذابُهَا في الدنيا الْفِتَنً والزلازلُ والقتل" ٢.
وقد ذكرنا فيما تقدم إِخْبَارُهُ ﷺ عَنِ الْغُيُوبِ الْمَاضِيَةِ وَبَسَطْنَاهُ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَقَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وأيام الناس إلى زمانه وأتبعنا ذلك بذكر سيرته ﵊ وأيامه وذكرنا شمائله ودلائل نبوته وأردفناها بما أخبر به عن الْغُيُوبِ الَّتِي وَقَعَتْ بَعْدَهُ ﷺ، وقد طابق ذلك إِخْبَارِهِ كَمَا شُوهِدَ ذَلِكَ عِيَانًا قَبْلَ زَمَانِنَا هذا، وقد أوردنا جملة فِي آخِرِ كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ مِنْ سِيرَتِهِ ﷺ
_________
١المسعودي: هو عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الكوفي. المسعودي، صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط من السابعة، مات سنة ستين وقيل سنة خمس وستين أخت ع تقريب التهذيب ١-٤٨٧ رقم ١٠٠٨
٢ الحديث رواه أبو داود – كتاب الفتن والملاحم باب ما يرجى في القتل ٢- ٤٢١ حلبي.
1 / 11
وَذَكَرْنَا عِنْدَ كُلِّ زَمَانٍ مَا وَرَدَ فِيهِ من الحديث الخاص به عند ذكرنا حوادث وَوَفَيَاتِ الْأَعْيَانِ كَمَا بَسَطْنَا فِي كُلِّ سَنَةٍ ما حدث للخلفاء والوزراء والأمراء والفقهاء والصلحاء والشعراء والتجار وَالْأُدَبَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ ذَوِي الْآرَاءِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ النُّبَلَاءِ، ولو أعدنا ذكر الأحاديث المتقدمة هاهنا مبسوطًا لَطَالَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ نُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ إِشَارَةً لطيفة ثم نعود إلى ما قصدنا إليه هاهنا وبالله المستعان.
1 / 12
بعض ما أخبر الرسول ﵇ بأنه سيقع
...
No pages
অজানা পৃষ্ঠা
بعض ما أخبَرَ الرُّسُولُ عَلَيْهِ السَّلاَم بِأَنَّهُ سَيَقَع
إشارة نبوية إلى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ﵁ سيلي أمر الأمة بعد الرسول ﵇:
فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ ﷺ لتلك المرأة التي قال لها: ارجعي فقالت: أرَأَيْتَ إن لم أَجدكَ؟ كَأَنَّهَا تُعَرِّضُ بِالْمَوْتِ فَقَالَ: "إِنْ لَمْ تجدِيني فَأْتِي أَبَا بكرٍ" ١ رواه البخاري فكان القائم بعده بالأمر أَبُو بَكْرٍ، وَقَوْلُهُ ﷺ حِينَ أَراد أَن يَكْتُبَ لِلصِّدِّيقِ كِتَابًا بِالْخِلَافَةِ فتركه لعلمه أَن أَصحابه لا يعدلون عنه لعلمهم بسابقته وفضله ﵁ فَقَالَ: "يَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إلا أبا بكر" ٢ فوقع كذلك وهو في الصحيح
_________
١الحديث رواه البخاري ٩٣- كتاب الأحكام ٥١- باب الاستخلاف حديث رقم ٧٢٢٠ – ورواه أيضا في ٩٦- كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ٢٤- باب الأحكام التي تعرف بالدلائل حديث رقم ٧٣٦٠.
-ومسلم في صحيحه ٤٤- كتاب فضائل الصحابة ١- باب في فضائل أبي بكر الصديث ﵁ حديث رقم ٢٣٨٥.
- ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج٢ – قسم ٢- ص ٢٠.
- ورواه أحمد في مسنده ٤- ٨٢، ٨٣
- ورواه الطيالسي في مسنده – حديث رقم ٩٤٤
٢ الحديث رواه مسلم في صحيحه ٤٤- كتاب فضائل الصحابة
١- باب من فضائل أبي بكر الصديق ﵁ حديث رقم ٢٣٨٧
من طريق عائشة ولفظه "قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ في مرضه "ادعي لي أبابكر، وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"!. هـ
1 / 12
أيضًَا، وقوله: "بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمْرَ" رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ الْيَمَانِ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مَسْعُودٍ وابن عمر وأبي الدرداء، وَقَدْ بَسَطْنَا الْقَوْلَ فِي هَذَا فِي فَضَائِلِ الصحيحين وَالْمَقْصُودُ: أَنَّهُ وَقَعَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ولِّي أَبُو بكر الصِّدِّيقُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الخلافة ثم وليها بعده عمر بن الخطاب كَمَا أَخْبَرَ ﷺ سَوَاءً بسواء.
إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتحون مصر ... إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتتحون مصر: وَرَوَى مَالِكٌ وَاللَّيْثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنٍ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "إِذَا افْتَتَحْتمُ مِصْرَ فاستوْصوا بالقِبْط" وَفِي رِوَايَةٍ: "فَاستَوصُوا بِأَهْلِها خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا". وقد افْتَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ﵁، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّكُمْ سَتَفتَحُونَ أَرْضًا يذْكَر فِيهَا القيراطُ فاستَوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمةً ١ ورحمًا٢ ". _________ ١ذمة: هي الحرمة والحق. وهي هنا بمعنى الذمام. ٢ رحما: الرحم لكون هاجر أم إسماعيل منهم. - والحديث رواه مسلم ٤٤- كتاب فضائل الصحابة ٥٦- باب وصية النبي ﷺ بأهل مصر حديث رقم ٢٥٤٣ بزيادة " ... فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فأخرج منها"!. هـ. - وروى نحوه أحمد في مسنده من نفس طريق مسلم ٥-١٧٤ ولفظه "أنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا افتتحتموها فاحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما" أو قال: "ذمة وصهرا فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها"!. هـ.
إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتحون مصر ... إشارة نبوية إلى أن المسلمين يفتتحون مصر: وَرَوَى مَالِكٌ وَاللَّيْثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنٍ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "إِذَا افْتَتَحْتمُ مِصْرَ فاستوْصوا بالقِبْط" وَفِي رِوَايَةٍ: "فَاستَوصُوا بِأَهْلِها خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا". وقد افْتَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ﵁، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّكُمْ سَتَفتَحُونَ أَرْضًا يذْكَر فِيهَا القيراطُ فاستَوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمةً ١ ورحمًا٢ ". _________ ١ذمة: هي الحرمة والحق. وهي هنا بمعنى الذمام. ٢ رحما: الرحم لكون هاجر أم إسماعيل منهم. - والحديث رواه مسلم ٤٤- كتاب فضائل الصحابة ٥٦- باب وصية النبي ﷺ بأهل مصر حديث رقم ٢٥٤٣ بزيادة " ... فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فأخرج منها"!. هـ. - وروى نحوه أحمد في مسنده من نفس طريق مسلم ٥-١٧٤ ولفظه "أنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا افتتحتموها فاحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما" أو قال: "ذمة وصهرا فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها"!. هـ.
1 / 13
إشارة نبوية إلى أن دولتي فارس والروم ستذهبان إلى غير عودة:
وَقَالَ ﷺ فِيمَا ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ١:
"إِذا هَلك قَيْصر فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لِتُنْفِقُنَّ كنوزَهما فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ كَمَا أَخْبَرَ سواء بسواء، فإنه فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمْرَ وَعُثْمَانَ انْزَاحَتْ يَدُ قَيْصَرِ ذَلِكَ الْوَقْتِ وَاسْمُهُ هِرَقْلُ عَنْ بِلَادِ الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ وَثَبَتَ مُلْكُهُ مَقْصُورًا عَلَى بِلَادِ الرُّومِ فَقَطُّ وَالْعَرَبُ إِنَّمَا كَانُوا يُسَمُّونَ قيصر لمن ملك الرُّومِ مَعَ الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ بشارة عظيمة لأهل الشام وهي أَنَّ يَدَ مَلِكِ الرُّومِ لَا تَعُودُ إِلَيْهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وسنورد هذا الحديث قريبًا إن شاء الله بإسناده ومتنه، وَأَمَّا كِسْرَى فَإِنَّهُ سُلِبَ عَامَّةَ مُلْكِهِ فِي زمن عمر ثم استأصل ما في يده في خلافة عثمان، وقيل في سنة اثنتين وَثَلَاثِينَ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ، وَقَدْ بَسَطْنَا ذَلِكَ مطولًا فيما سلف وقد دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ بلغه أنه مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه بِأَنْ يُمَزَّقَ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ فَوَقَعَ الْأَمْرُ كذلك.
_________
١ الحديث رواه البخاري، ٨٢ – كتاب الإيمان والنذور، ٣ باب كيف كانت يمين النبي ﷺ حديث رقم ٦٦٢٩ – فتح الباري".
إشارة نبوية إلى أن عمر ﵁ سيقتل: وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ وَجَامِعِ بن راشد عن شفيق بْنِ سَلَمَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: هَاتِ إِنَّكَ لِجَرِيءٌ، فَقُلْتُ: ذَكَرَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وماله ونفسه وولده وجاره تكفرها الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا أَعْنِي إِنَّمَا أَعْنِي الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا فَقَالَ:
إشارة نبوية إلى أن عمر ﵁ سيقتل: وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ وَجَامِعِ بن راشد عن شفيق بْنِ سَلَمَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: هَاتِ إِنَّكَ لِجَرِيءٌ، فَقُلْتُ: ذَكَرَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وماله ونفسه وولده وجاره تكفرها الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا أَعْنِي إِنَّمَا أَعْنِي الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا فَقَالَ:
1 / 14
"وَيْحَك أيفتح الباب أمْ يكسر؟ فقلت: بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: إِذًا لَا يغلقُ أَبَدًا قُلْتُ: أجَلْ فَقُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: فَكَانَّ عمرَ يَعْلَمُ مِنَ الْبَابُ؟".
قَالَ: نَعَمْ إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا ليس بالأغاليط فقال: فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ مَنِ الْبَابُ فَقُلْنَا المسروق فسأله فقال: عمر هكذا وقع الأمر سواء بعدما قتل فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَقَعَتِ الْفِتَنُ بَيْنَ الناس وكان قتله سبب انتشارها بينهم١.
_________
١ حديث صحيح رواه البخاري ٩٢- كتاب الفتن التي تموج كموج البحر حديث رقم ٧٠٩٦ ولفظه "بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي ﷺ في الفتنة؟ قال: فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ يُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المنكر. قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر فقال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: لا بل يكسر قل عمر: إذن لا يغلق أبدا. قلت: أجل. قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب، فأمرنا مسروقا فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر".
- ورواه مسلم ٥٢- كتاب الفتن وأشراط الساعة. ٧- باب في الفتن التي تموج كموج البحر حديث رقم ١٤٤
- وابن ماجه في سننه ٣٦- كتاب الفتن. ٩- باب ما يكون في الفتن رقم ٣٩٥٥
- ورواه أحمد في مسنده ٥- ٤٠١ – ٤٠٥
- ورواه الطيالسي في مسنده حديث رقم ٤٠٨.
إشارة نبوية إلى ما سيصيب عثمان بن عفان ﵁ من المحنة: وَأَخْبَرَ ﷺ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى بلوى تصيبه، فوقع الأمر كذلك حصر في الدار كما بسط ذلك في موضعه وَقُتِلَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا شَهِيدًا ﵁، وقد ذكرنا عند مقتله ما ورد من الأحاديث في الإنذار لذلك والإِعلام بِهِ قَبْلَ كَوْنِهِ فَوَقَعَ طِبْقَ ذَلِكَ سواء بسواء، وذكرنا في يومي الجمل وصفين ما ورد من الأحاديث بكون ذلك وما وقع فيهما من الفتنة والأخبار والله المستعان.
إشارة نبوية إلى ما سيصيب عثمان بن عفان ﵁ من المحنة: وَأَخْبَرَ ﷺ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى بلوى تصيبه، فوقع الأمر كذلك حصر في الدار كما بسط ذلك في موضعه وَقُتِلَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا شَهِيدًا ﵁، وقد ذكرنا عند مقتله ما ورد من الأحاديث في الإنذار لذلك والإِعلام بِهِ قَبْلَ كَوْنِهِ فَوَقَعَ طِبْقَ ذَلِكَ سواء بسواء، وذكرنا في يومي الجمل وصفين ما ورد من الأحاديث بكون ذلك وما وقع فيهما من الفتنة والأخبار والله المستعان.
1 / 15
إشارة نبوية إلى أن عمار بن ياسر ﵁ سيقتل
وكذلك الإِخبار بمقتل عمار، وأما ذكر الْخَوَارِجِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ﵁ ومقتهم وبعث ذي الندبة منهم، فالأحاديث الواردة في ذلك كثيرة جدًا وقد حررنا ذلك فيما سلف ولله الحمد والمنة وقد ذكرنا عن مقتل علي الحديث المذكور الوارد في ذلك بطرقه وألفاظه.
تحديد الرسول مدة الخلافة من بعده بثلاثين سنة وإشارته إلى أنها ستتحول بعد ذلك إلى ملك عضوض: وَتَقَدَّمَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جهمان عَنْ سَفِينَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا١". وَقَدِ اشْتَمَلَتْ هَذِهِ الثَّلَاثُونَ سَنَةً عَلَى خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعُمَرَ الْفَارُوقِ وَعُثْمَانَ الشَّهِيدِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الشهيد أيضًا، وكان ختامها وتمامها بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَلِيَهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ أَبِيهِ، وَعِنْدَ تَمَامِ الثَّلَاثِينَ نَزَلَ عَنِ الْأَمْرِ لمعاوية بن _________ ١ الحديث رواه أحمد في مسنده "٥- ٢٢٠، ٢٢١" - ورواه أبو داود "٤٦٤٦، ٤٦٤٧" - ورواه الترمذي في سننه"٢-٣٥" - والطحاوي في مشكل الآثار "٤- ٣١٣" - وابن حبان في صحيحه "١٥٣٤، ١٥٣٥ –موارد الظمآن". - وابن عاصم في السنة "ق ١١٤-٢". - والحكم في المستدرك "٣- ٧١ – ١١٤٥" - وأبو يحيى الموصلي في المغاربة "٣-١٥-٢" - والطبراني في "المعجم الكبير" ١-٨-١". - والبيهقي في "دلائل النبوة" ج٢. - والألباني في سلسلة لأحاديث الصحيحة رقم ٤٦٠ ط- المكتب الإسلامي.
تحديد الرسول مدة الخلافة من بعده بثلاثين سنة وإشارته إلى أنها ستتحول بعد ذلك إلى ملك عضوض: وَتَقَدَّمَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جهمان عَنْ سَفِينَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا١". وَقَدِ اشْتَمَلَتْ هَذِهِ الثَّلَاثُونَ سَنَةً عَلَى خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَعُمَرَ الْفَارُوقِ وَعُثْمَانَ الشَّهِيدِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الشهيد أيضًا، وكان ختامها وتمامها بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَلِيَهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ أَبِيهِ، وَعِنْدَ تَمَامِ الثَّلَاثِينَ نَزَلَ عَنِ الْأَمْرِ لمعاوية بن _________ ١ الحديث رواه أحمد في مسنده "٥- ٢٢٠، ٢٢١" - ورواه أبو داود "٤٦٤٦، ٤٦٤٧" - ورواه الترمذي في سننه"٢-٣٥" - والطحاوي في مشكل الآثار "٤- ٣١٣" - وابن حبان في صحيحه "١٥٣٤، ١٥٣٥ –موارد الظمآن". - وابن عاصم في السنة "ق ١١٤-٢". - والحكم في المستدرك "٣- ٧١ – ١١٤٥" - وأبو يحيى الموصلي في المغاربة "٣-١٥-٢" - والطبراني في "المعجم الكبير" ١-٨-١". - والبيهقي في "دلائل النبوة" ج٢. - والألباني في سلسلة لأحاديث الصحيحة رقم ٤٦٠ ط- المكتب الإسلامي.
1 / 16
أبي سفيان سنة أربعين وأصفقت١ البيعة لمعاوية بن أبي سفيان وَسُمِّيَ ذَلِكَ عَامَ الْجَمَاعَةِ وَقَدْ بَسَطْنَا ذَلِكَ فيما تقدم.
_________
١ يقال أصفق القوم على كذا إذا أجمعوا عليه كلمتهم والمراد تمت البيعة لمعاوية.
إشارة نبوية إلى أن الله سيصلح بالحسن ﵁ بين فئتين عظيمتين من المسلمين وَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ﵁ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ يَقُولُ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَانِبِهِ عَلَى المنبر: "ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فئتين عظيمتين من المسلمين" وهكذا وقع سواء.
إشارة نبوية إلى أن أم حرام بنت ملحان ﵂ ستموت في غزوة بحرية وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ ملحان أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذكر أن غزواته في البحر تكون فرقتين وتكون أم حرام مع الأولين، وقد كان ذلك في سنة سبع وعشرين مع معاوية حين استأذن عثمان في غزو قبرص فأذن له فركب بالمسلمين في المراكب حتى دخلها وفتحها قَسْرًا، وَتُوُفِّيَتْ أُمُّ حَرَامٍ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ في البحر وقد كانت مع زوجة معاوية فأخته بنت قرظة، وأما الثانية فكانت في سنة اثنتين وخمسين في أَيام ملك معاوية وقد أمّر معاوية ابنه يزيد على الجيش إلى غزو القسطنطينية، وكان معه سادات الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري وخالد بن يزيد ﵁ فَمَاتَ هُنَالِكَ وَأَوْصَى إِلَى يزيد بن معاوية وأمره أَنْ يَدْفِنَهُ تَحْتَ سَنَابِكِ الْخَيْلِ وَأَنْ يُوغِلَ بِهِ إِلَى أَقْصَى مَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْتَهِيَ به إلى جهة نهر الْعَدُوِّ فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَتَفَرَّدَ الْبُخَارِيُّ بِمَا رَوَاهُ من طريق ثور بن يزيد بن خالد بن معدان عن عمر بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ عَنْ أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
إشارة نبوية إلى أن الله سيصلح بالحسن ﵁ بين فئتين عظيمتين من المسلمين وَرَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ﵁ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ يَقُولُ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَانِبِهِ عَلَى المنبر: "ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فئتين عظيمتين من المسلمين" وهكذا وقع سواء.
إشارة نبوية إلى أن أم حرام بنت ملحان ﵂ ستموت في غزوة بحرية وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ ملحان أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذكر أن غزواته في البحر تكون فرقتين وتكون أم حرام مع الأولين، وقد كان ذلك في سنة سبع وعشرين مع معاوية حين استأذن عثمان في غزو قبرص فأذن له فركب بالمسلمين في المراكب حتى دخلها وفتحها قَسْرًا، وَتُوُفِّيَتْ أُمُّ حَرَامٍ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ في البحر وقد كانت مع زوجة معاوية فأخته بنت قرظة، وأما الثانية فكانت في سنة اثنتين وخمسين في أَيام ملك معاوية وقد أمّر معاوية ابنه يزيد على الجيش إلى غزو القسطنطينية، وكان معه سادات الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري وخالد بن يزيد ﵁ فَمَاتَ هُنَالِكَ وَأَوْصَى إِلَى يزيد بن معاوية وأمره أَنْ يَدْفِنَهُ تَحْتَ سَنَابِكِ الْخَيْلِ وَأَنْ يُوغِلَ بِهِ إِلَى أَقْصَى مَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْتَهِيَ به إلى جهة نهر الْعَدُوِّ فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَتَفَرَّدَ الْبُخَارِيُّ بِمَا رَوَاهُ من طريق ثور بن يزيد بن خالد بن معدان عن عمر بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ عَنْ أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
1 / 17
"أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا ١" قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أنا فيهم؟ قال: "إنك فيهم" قالت: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قيصر مغفور لهم" قلت: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: "لا".
_________
١أوجبوا – وجبت لهم الجنة.
إشارة نبوية إلى أن الجيش المسلم سيصل إلى الهند والسند وَقَالَ الإِمام أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أنا البراء، عن الحسن، عن أبي هريرة. وحدثني خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ" فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ واستشهدت فَذَاكَ وَإِنْ أَنَا فَذَكَرَ كَلِمَةً رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ١" وَرَوَاهُ أَحْمَدُ أَيْضًا عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ سَيَّارٍ عن جبر بن أبي عَبِيدَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَعَدَنَا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ غَزْوَةَ الْهِنْدِ فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ من حديث هشام وَزَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ سَيَّارٍ عَنْ جابر، ويقال هذا خبر عن أبي هريرة فذكروه، وَقَدْ غَزَا الْمُسْلِمُونَ الْهِنْدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وأربعين في إمارة مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ﵁ فجرت هناك أمور فذكرناها مبسوطة، وقد غزاها الملك الكبير السعيد المحمود بن شنكنكير صاحب بلاد غَزْنَةَ٢ وَمَا وَالَاهَا فِي حُدُودِ أَرْبَعِمِائَةٍ فَفَعَلَ هنالك أفعالًا مشهورة وأمورًا مشكورة وكسر الصنم الأعظم المسمى بسومنات وأخذ قلائده وسيوفه ورجع إلى بلاده سالمًا غانمًا، وَقَدْ كَانَ نُوَّابُ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَاتِلُونَ الْأَتْرَاكَ فِي أَقْصَى بِلَادِ السِّنْدِ وَالصِّينِ. وَقَهَرُوا مَلِكَهُمْ القال الْأَعْظَمَ وَمَزَّقُوا عَسَاكِرَهُ وَاسْتَحْوَذُوا عَلَى أَمْوَالِهِ وَحَوَاصِلِهِ، وَقَدْ وَرَدَتِ الْأَحَادِيثُ بِذِكْرِ صِفَتِهِمْ وَنَعْتِهِمْ وَلْنَذْكُرْ شيئًا من ذلك على سبيل الإيجاز. _________ ١ الحديث رواه النسائي. ٢٥- كتاب الجهاد، ٤١ – باب غزوة الهند ٦- ٤٢. ٢ غزنة مدينة عظيمة من مدن خراسان على الحدود بين خراسان والهند "معجم البلدان".
إشارة نبوية إلى أن الجيش المسلم سيصل إلى الهند والسند وَقَالَ الإِمام أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أنا البراء، عن الحسن، عن أبي هريرة. وحدثني خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ" فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ واستشهدت فَذَاكَ وَإِنْ أَنَا فَذَكَرَ كَلِمَةً رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ١" وَرَوَاهُ أَحْمَدُ أَيْضًا عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ سَيَّارٍ عن جبر بن أبي عَبِيدَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَعَدَنَا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ غَزْوَةَ الْهِنْدِ فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ من حديث هشام وَزَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ سَيَّارٍ عَنْ جابر، ويقال هذا خبر عن أبي هريرة فذكروه، وَقَدْ غَزَا الْمُسْلِمُونَ الْهِنْدَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وأربعين في إمارة مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ﵁ فجرت هناك أمور فذكرناها مبسوطة، وقد غزاها الملك الكبير السعيد المحمود بن شنكنكير صاحب بلاد غَزْنَةَ٢ وَمَا وَالَاهَا فِي حُدُودِ أَرْبَعِمِائَةٍ فَفَعَلَ هنالك أفعالًا مشهورة وأمورًا مشكورة وكسر الصنم الأعظم المسمى بسومنات وأخذ قلائده وسيوفه ورجع إلى بلاده سالمًا غانمًا، وَقَدْ كَانَ نُوَّابُ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَاتِلُونَ الْأَتْرَاكَ فِي أَقْصَى بِلَادِ السِّنْدِ وَالصِّينِ. وَقَهَرُوا مَلِكَهُمْ القال الْأَعْظَمَ وَمَزَّقُوا عَسَاكِرَهُ وَاسْتَحْوَذُوا عَلَى أَمْوَالِهِ وَحَوَاصِلِهِ، وَقَدْ وَرَدَتِ الْأَحَادِيثُ بِذِكْرِ صِفَتِهِمْ وَنَعْتِهِمْ وَلْنَذْكُرْ شيئًا من ذلك على سبيل الإيجاز. _________ ١ الحديث رواه النسائي. ٢٥- كتاب الجهاد، ٤١ – باب غزوة الهند ٦- ٤٢. ٢ غزنة مدينة عظيمة من مدن خراسان على الحدود بين خراسان والهند "معجم البلدان".
1 / 18
إشارة نبوية إلى أن المسلمين سيقاتلون الترك
قال البخاري، حدثنا أبو اليمان، وأخبرنا أبو شُعَيْبٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
"لَا تَقُومُ الساعةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نعالُهم الشعرُ وَحَتَّى تُقَاتِلوا التُّرْكَ صغِارَ الْأَعْيُنِ حمْرَ الْوُجُوهِ ذلفَ الأنوفِ كأنَّ وُجُوهَهم الْمَجَانُّ الْمَطَرَّقَةُ وتجدون خيْرَ الناس أشدَّهم كراهةً لِهَذَا الأمرِ حَتَّى يدخلَ فِيهِ والناسُ معادنُ خِيارُهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ خيارُهم فِي الإِسلام وليأتِيَنَّ عَلَى أحدِكم زمانٌ لأنْ يراني أحبط إليهِ مِنْ أَنْ يكونَ لَهُ مثلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ١".
تَفَرَّدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
_________
١ رواه البخاري ٥٦- كتاب الجهاد.
٩٥- باب قتال الترك حديث رقم ٢٩٢٧، ٢٩٢٨.
- ورواه مسلم ٥٢- كتاب الفتن وأشراط الساعة.
١٨- باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرجل حديث رقم١٥٧
ورواه ابن ماجه ٣٦- كتاب الفتن
٣٦- باب الترك حديث رقم ٤٠٩٦
- ورواه أبو داود- كتاب الملاحم – باب في قتال الترك ٢- ٤٢٧
وأحمدفي المسند حديث رقم ٧٢٦٢ تحقيق أحمد شاكر.
ورواه الترمذي.
٢٤- كتاب الفتن.
٤٠- باب ماجاء في قتال الترك حديث رقم ٢٢١٥.
اللغة:
ذلف الأنف: جمع أذلف، كأحمر وحمر. ومعناه فطس الأنوف، قصارها مع انبطاح وقيل: هو غلظ في أرنبة الأنف. وقيل تطامن فيها. وكله متقارب.
المجان المطرقة: المجان جمع مجن وهو الترس. والمطرقة بإسكان الطاء وتخفيف الراء، من أطرق. هذا هو الفصيح المشهور في الرواية وفي كتب اللغة والغريب وحكي فتح الطاء وتشديد الراء، من طرق، والمعروف الأول.
1 / 19
"لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا حورًا وَكِرْمَانَ مِنَ الْأَعَاجِمِ حُمْرَ الْوُجُوهِ فُطْسَ الْأُنُوفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ"، وَأَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ سِوَى النَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عيينة، ورواه مسلم مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ كِلَاهُمَا عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وهم أهل البارز كذا يقول سفيان، ولعل البارز هو سوق الفسوق الذي لهم، وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حازم سمعت الحسن، حدثنا عمرو بن ثعلب، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
"إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ". وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَالْمَقْصُودُ أَنَّ التُّرْكَ قَاتَلَهُمُ الصَّحَابَةُ فَهَزَمُوهُمْ وَغَنِمُوهُمْ وسبوا نساءهم وأبناءهم، وظاهر هذا الحديثَ يقتضي أن يكون هذا من أشراط الساعة، فإن كانت أشراط الساعة لا تكون إلا بين يديها قريبًا فقد يكون هذا أيضًا واقعًا مرة أخرى عظيمة بين المسلمين وبين الترك حتى يكون آخر ذلك خروج يأجوج ومأجوج كما سيأتي ذكر أمرهم، وإن كانت أشراط الساعة أعم من أن تكون بين يديها قريبًا منها فإنها تكون مما يقع في الحملة وَلَوْ تَقْدَّمَ قَبْلَهَا بِدَهْرٍ طَوِيلٍ، إِلَّا أَنَّهُ مما وقع بَعْدَ زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَظْهَرُ بَعْدَ تَأَمُّلِ الْأَحَادِيثِ الواردة في هذا الباب كما سترى ذلك قريبًا إن شاء الله تعالى، وذكرنا مَا وَرَدَ فِي مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِكَرْبَلَاءَ فِي أَيَّامِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ كَمَا سلف، وما ورد في الأحاديث من ذكر خلفاء بني أمية وغلمة بني عبد المطلب.
إشارة نبوية إلى ما سيكون من تولي بعض الصبية لأمر المسلمين وما سيكون في ذلك من فساد وإفساد وقال أحمد، حدثنا روح، حدثنا أبو أمية هم وابن يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَخْبَرَنِي جَدِّي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
إشارة نبوية إلى ما سيكون من تولي بعض الصبية لأمر المسلمين وما سيكون في ذلك من فساد وإفساد وقال أحمد، حدثنا روح، حدثنا أبو أمية هم وابن يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَخْبَرَنِي جَدِّي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:
1 / 20
"هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ١" فَقَالَ مَرْوَانُ وما معنا في الحلقة أحد قَبْلَ أَنْ يَلِيَ: شَيْئًا: فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غلمة. قال وأنا والله لو شئت أَنْ أَقُولَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ لَفَعَلْتُ. قال: فكنت أخرج مع أبي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ بَعْدَ مَا مَلَكُوا فَإِذَا هُمْ يُبَايِعُونَ الصِّبْيَانَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُبَايَعُ لَهُ وهو في حزامه، فقلت هَلْ عَسَى أَصْحَابُكُمْ هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا الَّذِينَ سمعت أبا هريرة، قال لنا عنهم أَنَّ هَذِهِ الْمُلُوكَ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ بِنَحْوِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ جِدًّا وَقَدْ حَرَّرْنَاهَا فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ، وَتَقَدَّمَ الْحَدِيثُ فِي ذِكْرِ الْكَذَّابِ وَالْمُبِيرِ من ثقيف، والكذاب هُوَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الَّذِي ظَهَرَ بالكوفة أيام عبد الله بن الزبير، والمبير هو الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ الَّذِي قَتَلَ عَبْدَ الله بن الزبير كما تقدّم، وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ الرَّايَاتِ السُّودِ الَّتِي جَاءَ بِهَا بنو العباس حين اسْتَلَبُوا الْمُلْكَ مِنْ أَيْدِي بَنِي أُمَيَّةَ وَذَلِكَ في سنة اثنتين وثلاثمائة حيث انتقلت الْخِلَافَةَ مِنْ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بن أبي العاص، ويعرف بمروان الحمار ومروان الجعدي لتعلمه عَلَى الْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ الْمُعْتَزِلِيِّ، وَكَانَ آخِرَ خلفاء بني أمية وصارت للسفاح المصرح بذكره في حديث رواه أحمد بن حنبل في مسنده، وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أول خفاء بني العباس كما تَقَدَّمَ ذَلِكَ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ بَدَأَ هَذَا الْأَمْرَ نُبُوَّةً ورحمة وسيكون خلافة ورحمة وسيكون عزًا وحرمة وسيكون ملكًا عضوضًا وفسادًا في الأمة يستحلون به الْفُرُوجَ وَالْخُمُورَ وَالْحَرِيرَ وَيُنْصَرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَيُرْزَقُونَ أبدًا حتى يلقوا الله ﷿". وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ، عَنْ سهل بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
_________
١ حَدِيثٌ صحيح رواه البخاري ٩٢ كتاب الفتن.
٣- باب قول النبي ﷺ هلاك أمتي على يدي أغلبية حديث رقم ٧٠٥٨.
1 / 21
"يَكُونُ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَعْدِلُونَ فِي عِبَادِ اللَّهِ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِ الْخُلَفَاءِ مُلُوكٌ يَأْخُذُونَ بِالثَّأْرِ وَيَقْتُلُونَ الرِّجَالَ وَيَصْطَفُونَ الْأَمْوَالَ فَمُغَيِّرٌ بِيَدِهِ وَمُغَيِّرٌ بِلِسَانِهِ وَمُغَيِّرٌ بِقَلْبِهِ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمان شَيْءٌ". وثبتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ فُرَاتٍ الفرار عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
"كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَإِنَّهُ سَيَكُونُ خلفاء كثيرون" لما قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "فُوا بِبَيْعَةَ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ". وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَا كَانَ نَبِيٌّ إِلَّا كَانَ لَهُ حَوَارِيُّونَ يَهْدُونَ بِهَدْيهِ وَيَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ. ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يفعلون ويعملون ما ينكرون".
إشارة نبوية إلى أن اثني عشر خليفة قرشيًا سيلون أمر الأمة الإسلامية وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: "يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ١". رواه أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ جَابِرِ بن سمرة سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: _________ ١ ديث صحيح رواه البخاري ٩٢/ كتاب الأحكام حديث رقم ٧٢٢٢، ٧٢٢٣ ومسلم في صحيحه ٣٣- كتاب الإمارة. ١- باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش حديث رقم ١٨٢١ -كما رواه أبو داود والترمذي والطيالسي في مسنده حديث ٧٦٧ - وأحمد في مسنده ١- ٣٩٨، ٥- ٨٧، ٩٠، ٩٢
إشارة نبوية إلى أن اثني عشر خليفة قرشيًا سيلون أمر الأمة الإسلامية وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: "يَكُونَ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ١". رواه أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ جَابِرِ بن سمرة سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يقول: _________ ١ ديث صحيح رواه البخاري ٩٢/ كتاب الأحكام حديث رقم ٧٢٢٢، ٧٢٢٣ ومسلم في صحيحه ٣٣- كتاب الإمارة. ١- باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش حديث رقم ١٨٢١ -كما رواه أبو داود والترمذي والطيالسي في مسنده حديث ٧٦٧ - وأحمد في مسنده ١- ٣٩٨، ٥- ٨٧، ٩٠، ٩٢
1 / 22
"لَا يَزَالُ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى يَكُونَ". وَفِي رِوَايَةٍ: "لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مُسْتَقِيمًا أَمْرُهَا ظَاهِرَةً عَلَى عَدْوِهَا حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ" قَالُوا: ثم يكون ماذا؟ قال: "ثم تكون الفرج" فهؤلاء المبشر بهم في الحديثين ليسوا الاثني عشر الذين زعم فيهم الروافض ما يزعمون من الكذب والبهتان وأنهم معصومون، لِأَنَّ أَكْثَرَ أُولَئِكَ لَمْ يَلِ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَيْئًا مِنْ أَعْمَالِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي خِلَافَةٍ، بل ولا في قطر من الأقطار ولا بَلَدٍ مِنَ الْبُلْدَانِ، وَإِنَّمَا وَلِىَ مِنْهُمْ عَلَيٌّ وابنه الحسن بن علي ﵄.
ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الاثني عشر أولئك الذين تتابعوا بعد الرسول ﵇ سردًا وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ هَؤُلَاءِ الِاثْنَيْ عَشْرَ الَّذِينَ تَتَابَعَتْ وِلَايَتُهُمْ سَرْدًا إِلَى أَثَنَاءِ دَوْلَةِ بَنِي أُمَيَّةَ لِأَنَّ حَدِيثَ سَفِينَةَ: "الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سنة١" يمنع من هذا الملك، وَإِنْ كَانَ الْبَيْهَقِيُّ قَدْ رَجَّحَهُ وَقَدْ بَحَثَنَا معه في كتاب دلائل النبوة في كِتَابِنَا هَذَا بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرَ وُجِدَ مِنْهُمُ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ عَلِيٌّ وَابْنُهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَيْضًا، وَمِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَمَا هُوَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَجُمْهُورِ الأمة _________ ١ الحديث رواه الترمذي رقم ٢٢٢٧ في كتاب الفتن – باب ما جاء في الخلافة. - ورواه أبو داود – كتاب السنة – باب في الخلفاء رقم ٤٦٤٦، ٤٦٤٧ وإسناده حسن. - قال: الحافظ في الفتح: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان، - وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعلي قالا: لم يعهد النبي ﷺ في الخلافة شيئا. ولفظه "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك" – قال سعيد بن جمهان: ثم قال: أَمْسِكْ: خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ، وَخِلَافَةَ عُمَرَ، وَخِلَافَةَ عثمان، ثم قال: أمسك خلافة علي، فوجدناها ثلاثين سنة، قال سعيد: فقلت له: إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم، قال: كذبوا بني الزرقاء بل هم ملوك من شر الملوك!. هـ. - ورواه أيضا ابن الأثير في جامع الأصول ٤-٤٤ رقم ٢٠٢١
ليس المقصود بالخلفاء القرشيين الاثني عشر أولئك الذين تتابعوا بعد الرسول ﵇ سردًا وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ هَؤُلَاءِ الِاثْنَيْ عَشْرَ الَّذِينَ تَتَابَعَتْ وِلَايَتُهُمْ سَرْدًا إِلَى أَثَنَاءِ دَوْلَةِ بَنِي أُمَيَّةَ لِأَنَّ حَدِيثَ سَفِينَةَ: "الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سنة١" يمنع من هذا الملك، وَإِنْ كَانَ الْبَيْهَقِيُّ قَدْ رَجَّحَهُ وَقَدْ بَحَثَنَا معه في كتاب دلائل النبوة في كِتَابِنَا هَذَا بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرَ وُجِدَ مِنْهُمُ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ عَلِيٌّ وَابْنُهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَيْضًا، وَمِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَمَا هُوَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَجُمْهُورِ الأمة _________ ١ الحديث رواه الترمذي رقم ٢٢٢٧ في كتاب الفتن – باب ما جاء في الخلافة. - ورواه أبو داود – كتاب السنة – باب في الخلفاء رقم ٤٦٤٦، ٤٦٤٧ وإسناده حسن. - قال: الحافظ في الفتح: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان، - وقال الترمذي: وفي الباب عن عمر وعلي قالا: لم يعهد النبي ﷺ في الخلافة شيئا. ولفظه "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك" – قال سعيد بن جمهان: ثم قال: أَمْسِكْ: خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ، وَخِلَافَةَ عُمَرَ، وَخِلَافَةَ عثمان، ثم قال: أمسك خلافة علي، فوجدناها ثلاثين سنة، قال سعيد: فقلت له: إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم، قال: كذبوا بني الزرقاء بل هم ملوك من شر الملوك!. هـ. - ورواه أيضا ابن الأثير في جامع الأصول ٤-٤٤ رقم ٢٠٢١
1 / 23
ولله الحمد، وَكَذَلِكَ وُجِدَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ وَسَيُوجَدُ بَقِيَّتُهُمْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ مِنَ الزَّمَانِ حَتَّى يَكُونَ مِنْهُمُ الْمَهْدِيُّ الْمُبَشَّرُ بِهِ فِي الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِيهِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهَا وَبِاللَّهِ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ، وَقَدْ نَصَّ عَلَى هَذَا الَّذِي بيناه غير واحد كما قررنا ذلك.
عدم صحة ما ورد من أن الآيات بعد المائتين، وأن خير المسلمين بعد المائتين من لا أهل له ولا ولد قَالَ ابْنُ مَاجَهْ١: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "الْآيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ"، ثُمَّ أَوْرَدَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِنَحْوِهِ وَلَا يَصِحُّ، وَلَوْ صَحَّ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا وَقَعَ مِنَ الْفِتْنَةِ بِسَبَبِ الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ والمحنة للإِمام أحمد بن حنبل وَأَصْحَابِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ كَمَا بَسَطْنَا ذَلِكَ هُنَالِكَ، وَرَوَى رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَهُوَ مُنْكَرُ الرواية عن سفيان الثوري عَنْ رِبْعِيٍ عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا: "خَيْرُكُمْ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ خَفِيفُ الْحَاذِ" قَالُوا: وَمَا خَفِيفُ الْحَاذِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَنْ لَا أَهْلَ له ولا ولد" وهذا منكر٢. _________ ١الحديث رواه ابن ماجه في سننه ٢- ١٣٤٨، حديث رقم ٤٠٥٧. ٢ الحديث رواه السيوطي في الفتح الكبير ٢- ١٠١ ولفظه " خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ الذي لا أهل له ولا ولد"، وقال رواه أبو يعلى في مسنده. - وقد وقع في المخطوطة لفظه "الجاد" بدل لفظه "الحاذ" وهذا تحريف وقد أثبته من الحديث في المصدر السابق. - والحاذ: الظهر، ومعنى خفيف الظهر، الذي ليس على ظهره حمل ثقيل أهـ.
عدم صحة ما ورد من أن الآيات بعد المائتين، وأن خير المسلمين بعد المائتين من لا أهل له ولا ولد قَالَ ابْنُ مَاجَهْ١: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "الْآيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ"، ثُمَّ أَوْرَدَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِنَحْوِهِ وَلَا يَصِحُّ، وَلَوْ صَحَّ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا وَقَعَ مِنَ الْفِتْنَةِ بِسَبَبِ الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ والمحنة للإِمام أحمد بن حنبل وَأَصْحَابِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ كَمَا بَسَطْنَا ذَلِكَ هُنَالِكَ، وَرَوَى رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَهُوَ مُنْكَرُ الرواية عن سفيان الثوري عَنْ رِبْعِيٍ عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا: "خَيْرُكُمْ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ خَفِيفُ الْحَاذِ" قَالُوا: وَمَا خَفِيفُ الْحَاذِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مَنْ لَا أَهْلَ له ولا ولد" وهذا منكر٢. _________ ١الحديث رواه ابن ماجه في سننه ٢- ١٣٤٨، حديث رقم ٤٠٥٧. ٢ الحديث رواه السيوطي في الفتح الكبير ٢- ١٠١ ولفظه " خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ الذي لا أهل له ولا ولد"، وقال رواه أبو يعلى في مسنده. - وقد وقع في المخطوطة لفظه "الجاد" بدل لفظه "الحاذ" وهذا تحريف وقد أثبته من الحديث في المصدر السابق. - والحاذ: الظهر، ومعنى خفيف الظهر، الذي ليس على ظهره حمل ثقيل أهـ.
1 / 24
خير القرون قرن الرسول ﵇ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ تنتشر المفاسد
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ زهدم بن ضرب، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
"خَيْرُ أُمَّتِي قرني ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" قَالَ عِمْرَانُ: فَلَا أَدْرِي ذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً "ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ١" وهذا لفظ البخاري.
_________
١الحديث رواه البخاري في كتاب الشهادات وفضائل الصحابة والرقاق والأيمان واللفظ له.
-ورواه مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث رقم ٢١٠، ٢١١، ٢١٤، ٢١٥
- ورواه الترمذي وابن ماجاه وأحمد في مسنده ١- ٣٧٨، ٢٣٤، ٤١٧
ذِكْرُ سَنَةِ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تنجو أمتي عند ربها من أَنْ يُؤَخِّرَهَا نِصْفَ يَوْمٍ" قِيلَ لِسَعْدٍ" وَكَمْ نِصْفُ يَوْمٍ؟ قال خمسمائة سنة١". وقد تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ، وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ مِنْ قَوْلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَهَذَا التَّحْدِيدُ بِهَذِهِ الْمُدَّةِ لَا يبقى مَا يَزِيدُ عَلَيْهَا إِنْ صَحَّ رَفْعُ الْحَدِيثِ، والله أعلم. _________ ١ الحديث رواه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم- باب قيام الساعة ٢- ٤٣٩.
لم يصح عن الرسول أنه لا يمكث في الأرض قبل الساعة ألف سنة ولم يحدد الرسول مدة معينة لقيام الساعة فأما ما يورده كثير من العامة من أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَا يُؤَلَّفُ تَحْتَ الْأَرْضِ
ذِكْرُ سَنَةِ خَمْسِمِائَةٍ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تنجو أمتي عند ربها من أَنْ يُؤَخِّرَهَا نِصْفَ يَوْمٍ" قِيلَ لِسَعْدٍ" وَكَمْ نِصْفُ يَوْمٍ؟ قال خمسمائة سنة١". وقد تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو دَاوُدَ، وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ مِنْ قَوْلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَهَذَا التَّحْدِيدُ بِهَذِهِ الْمُدَّةِ لَا يبقى مَا يَزِيدُ عَلَيْهَا إِنْ صَحَّ رَفْعُ الْحَدِيثِ، والله أعلم. _________ ١ الحديث رواه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم- باب قيام الساعة ٢- ٤٣٩.
لم يصح عن الرسول أنه لا يمكث في الأرض قبل الساعة ألف سنة ولم يحدد الرسول مدة معينة لقيام الساعة فأما ما يورده كثير من العامة من أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَا يُؤَلَّفُ تَحْتَ الْأَرْضِ
1 / 25
فليس لَهُ أَصْلٌ. وَلَا ذِكْرٌ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمُعْتَمَدَةِ وَلَا سَمِعْنَاهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَبْسُوطَاتِ ولا شيء من المختصرات، ولا ثبت في حديث عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ حدد وقتَ السَّاعَةَ بِمُدَّةٍ مَحْصُورَةٍ وَإِنَّمَا ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ أَشْرَاطِهَا وَأَمَارَاتِهَا وَعَلَامَاتِهَا عَلَى مَا سَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْوَارِدِ فِي ظُهُورِ نَارٍ مِنْ أرض الحجاز تضيئ لَهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بِبُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ ... ذِكْر الْخَبَر الْوارد فِي ظُهُور نَار مِنْ أَرْض الْحِجَاز تُضِيء لَهَا أَعْنَاق الإبِل بِبُصْرَى مِنْ أَرْض الشَّام قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "لَا تَقُومُ الساعةُ حَتَّى تخرجَ نارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تضيءُ لَهَا أعناقُ الإبلَ بِبُصرى١" وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الليث عن عقيل عن ابن شهاب. _________ ١ رواه البخاري ٩٢- كتاب الفتن. ٢٤- باب خروج النار حديث رقم ٧١١٨ – ومسلم ٥٢- كتاب الفتن وإشراط الساعة ١٤ – باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أرض الحجاز. اللغة: تخرج نار من أرض الحجاز: أي تنفجر من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل: أي تجعل النار على أعناق الإبل ضوءا ببصره: مدينة معروفة بالشام!،هـ.
ظهور النار في المدينة واستمرارها شهرًا عام ٦٥٤ للهجرة وَقَدْ ذَكَرَ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو شَامَةَ، وَكَانَ شَيْخَ الْمُحَدِّثِينَ فِي زَمَانِهِ وَأُسْتَاذَ الْمُؤَرِّخِينَ في أوانه أنه فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّمِائَةٍ فِي يَوْمِ الجمعة خامس جمادى الآخرة ظهرت نار بأرض الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ
ذِكْرُ الْخَبَرِ الْوَارِدِ فِي ظُهُورِ نَارٍ مِنْ أرض الحجاز تضيئ لَهَا أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بِبُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ ... ذِكْر الْخَبَر الْوارد فِي ظُهُور نَار مِنْ أَرْض الْحِجَاز تُضِيء لَهَا أَعْنَاق الإبِل بِبُصْرَى مِنْ أَرْض الشَّام قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "لَا تَقُومُ الساعةُ حَتَّى تخرجَ نارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تضيءُ لَهَا أعناقُ الإبلَ بِبُصرى١" وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الليث عن عقيل عن ابن شهاب. _________ ١ رواه البخاري ٩٢- كتاب الفتن. ٢٤- باب خروج النار حديث رقم ٧١١٨ – ومسلم ٥٢- كتاب الفتن وإشراط الساعة ١٤ – باب لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أرض الحجاز. اللغة: تخرج نار من أرض الحجاز: أي تنفجر من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل: أي تجعل النار على أعناق الإبل ضوءا ببصره: مدينة معروفة بالشام!،هـ.
ظهور النار في المدينة واستمرارها شهرًا عام ٦٥٤ للهجرة وَقَدْ ذَكَرَ الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو شَامَةَ، وَكَانَ شَيْخَ الْمُحَدِّثِينَ فِي زَمَانِهِ وَأُسْتَاذَ الْمُؤَرِّخِينَ في أوانه أنه فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّمِائَةٍ فِي يَوْمِ الجمعة خامس جمادى الآخرة ظهرت نار بأرض الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ
1 / 26
طُولَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ وَعَرْضَ أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ تُسِيلُ الصَّخْرُ حَتَّى يَبْقَى مِثْلَ الْآنُكِ١، ثُمَّ يَصِيرُ كالفحم الأسود وإن ضوءها كان الناس يسيرون عليه بِاللَّيْلِ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَنَّهَا اسْتَمَرَّتْ شَهْرًا، وَقَدْ ضَبَطَ ذَلِكَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَعَمِلُوا فِيهَا أَشْعَارًا، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا فِيمَا تَقَدَّمَ. وَأَخْبَرَنِي قَاضِي الْقُضَاةِ صدر الدين علي بن الْقَاسِمِ الْحَنَفِيُّ قَاضِيهِمْ بِدِمَشْقَ عَنْ وَالِدِهِ الشَّيْخِ صَفِيِّ الدِّينِ مُدَرِّسِ الْحَنَفِيَّةِ بِبُصْرَى أَنَّهُ أَخْبَرَهُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَعْرَابِ صَبِيحَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِمَّنْ كَانَ بِحَاضِرَةِ بَلَدِ بُصْرَى أَنَّهُمْ شَاهَدُوا أَعْنَاقَ الإِبل فِي ضَوْءِ هَذِهِ النَّارِ الَّتِي ظَهَرَتْ مِنْ أرض الحجاز.
_________
١ الآنك: النحاس أو الرصاص أو القدير المذاب.
ذكرُ إِخْبَارِهِ ﷺ بِالْغُيُوبِ الْمُسْتَقْبَلَةَ بَعْدَ زَمَانَنَا هَذَا قَالَ الإِمام أَحْمَدَ بن حنبل: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عروة عن ثابت، حدثنا عليان بن أحمد البكري، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظهر ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فَحَدَّثَنَا بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا". وَقَدْ رَوَاهُ مسلم منفردًا فِي كِتَابِ الْفِتَنِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ، وَحَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ النَّبِيلِ عَنْ عروة عن علي عن أبي يزيد وَهُوَ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ.
إشارات نبوية إلى الأحداث الماضية والمستقبلة حتى قيام الساعة وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ بَدْءِ الْخَلْقِ مِنْ صحيحه، وروى عن عيسى بن موسى عنجار عن رقية عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:
ذكرُ إِخْبَارِهِ ﷺ بِالْغُيُوبِ الْمُسْتَقْبَلَةَ بَعْدَ زَمَانَنَا هَذَا قَالَ الإِمام أَحْمَدَ بن حنبل: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عروة عن ثابت، حدثنا عليان بن أحمد البكري، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظهر ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْعَصْرَ ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ فَحَدَّثَنَا بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا". وَقَدْ رَوَاهُ مسلم منفردًا فِي كِتَابِ الْفِتَنِ مِنْ صَحِيحِهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ، وَحَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ النَّبِيلِ عَنْ عروة عن علي عن أبي يزيد وَهُوَ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ.
إشارات نبوية إلى الأحداث الماضية والمستقبلة حتى قيام الساعة وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ بَدْءِ الْخَلْقِ مِنْ صحيحه، وروى عن عيسى بن موسى عنجار عن رقية عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ، سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:
1 / 27
قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَقَامًا.
"فأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْق حَتَّى دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ وأهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُم حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفَظَهُ ونَسِيَهُ مَنْ نَسِيَه".
هكذا ذكره البخاري تعليقًا بصيغة التمريض، عن عيسى بن موسى عنجار، عن أبي حمزة عن رقية فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي أَوَّلِ كتاب الفتن من سننه: حدثنا عثمان عن أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:
"قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَائِمًا".
"فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يكونُ فِي مقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَهُ حَفِظَه مَنْ حَفِظَهُ ونسيَه مَنْ نَسِيه قَدْ عَلمَه أَصْحَابِي هؤلاء وإِنَّهُ ليكون الشيءُ فأذكُرة كَمَا يَذْكُرُ الرجلُ وجهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَه".
شهادة حذيفة بحدوث بعض ما أخبر به الرسول ﵇ لم يبق من الدنيا إلا اليسير وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ، وَقَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي نصرة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: "صَلَّى بِنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صلاةَ الْعَصْرِ ِذَاتَ يَوم ثُمَّ قامَ فَخَطَبَنَا إِلَى أَنْ غَابَتِ الشَّمْسُ فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ حَدَّثَنَاه حَفِظَ ذلِكَ مِن حَفِظَه ونَسِيَ ذلِكَ مَنْ نَسِيَهُ فَكَانَ مِمَّا قالَ:
شهادة حذيفة بحدوث بعض ما أخبر به الرسول ﵇ لم يبق من الدنيا إلا اليسير وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ، وَقَالَ الإِمام أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي نصرة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: "صَلَّى بِنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صلاةَ الْعَصْرِ ِذَاتَ يَوم ثُمَّ قامَ فَخَطَبَنَا إِلَى أَنْ غَابَتِ الشَّمْسُ فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِمَّا يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ حَدَّثَنَاه حَفِظَ ذلِكَ مِن حَفِظَه ونَسِيَ ذلِكَ مَنْ نَسِيَهُ فَكَانَ مِمَّا قالَ:
1 / 28