নিদা হাকিকা
نداء الحقيقة: مع ثلاثة نصوص عن الحقيقة لهيدجر
জনগুলি
فقد يتم الاختيار على نحو يمكنه من بلوغ ذاته، وتحقيق إمكانياته، وقد يتم على نحو آخر بحيث يملي الاختيار عليه، ويحيا كما يحيا «الناس»، حياة زائفة غير أصيلة.
قلنا: إن تفرد الدازاين أو الموجود الإنساني أو ميزته؛ يكمن في أن وجوده يتجلى في «التواجد» بل يتحقق فيه، وسوف يصك الفيلسوف عملة جديدة توضح لنا هذه الميزة التي ينفرد بها الموجود الإنساني بمصطلح يمكن أن نعبر عنه بوجودي الخاص أو وجودي أنا،
24
أي أن كل موجود يوجد على هذا النحو (الذي وصفناه بالتواجد) إنما يهتم قبل كل شيء بوجوده الخاص به لا بأي أسلوب آخر من أساليب الوجود بوجه عام: «ولما كان الموجود الإنساني بحسب ماهيته هو إمكانياته، فإن هذا الموجود في وجوده يمكنه أن «يختار» نفسه، أن يكسبها أو يضيعها، أو يمكنه بمعنى أدق ألا يكسبها أبدا، أو يكسبها في الظاهر فقط، وهو لا يكون قد أضاع نفسه أو لم يكتسبها بعد إلا لأنه - بحسب ماهيته - يمكن أن يكون بالنسبة لنفسه موجودا أصيلا أو متعلقا بوجوده الخاص به؛ ولهذا فإن حالي الوجود اللذين نصفهما بالأصالة وعدم الأصالة يقومان على تحدد «الموجود الإنساني» بوجه عام من خلال «الوجود الخاص».»
25
ما معنى هذه الأصالة؟ وكيف يكون الوجود غير أصيل؟ ما الذي يجعل الموجود الإنساني يقضي معظم حياته أو كل حياته بعيدا عن الأصالة غارقا في الزيف كل يوم؟
إن الموجود الإنساني الذي يحيا الحياة الأصيلة يختار الإمكانيات التي تبلغه ذاته أو تضعه على الطريق إليها، أما الذي يحيا حياة غير أصيلة فيتخلى عن هذه المسئولية ويترك لغيره أن يملي عليه إمكانياته، ويسمح «للمجهول» - الذي نسميه «الناس» أو «الجمهور» أو «الرأي العام»
26 - أن يفرضها عليه أو يوقعه في شباك إغرائها؛ فالإنسان يلعب الرياضة أو يتفرج على المباريات أو يدخل السينما أو يشاهد التليفزيون أو يدرس الحقوق أو الطب أو الهندسة أو يذهب إلى المصيف أو يتزوج من وسط معين أو ينتمي لحزب ما ... إلخ لمجرد أن الناس تفعل هذا كله، إنها حياة التوسط، الحياة اليومية التي تقيدنا بإسارها وتسحرنا بسحرها حتى لنتوهم أنها هي الحياة، من هذه الحياة المعتادة، من هذا الأسلوب المألوف الذي نقابله في الأغلب الأعم، لا بل نكونه نحن أنفسنا في معظم أحوالنا أو في كل أحوالنا، يبدأ هيدجر تحليله لوجود الدازاين أو الموجود الإنساني (وهو التحليل الذي لا يصح أن يغيب عن بالنا أبدا أنه معبر مؤقت إلى فهم معنى الوجود بوجه عام) ولا بد لنا أن نكشف من خلال تحليلنا لوجود هذا الموجود الذي يحيا حياة التوسط المعتادة، عن تلك البناءات التي تصدق على كل موجود إنساني آخر سواء أكانت أصيلة أم غير أصيلة، سيساعدنا هذا التقدم خطوة أخرى بحيث نتفهم هذا الموجود من جهة كونه وجودا-في-العالم، بيد أن هذا الوجود-في-العالم ليس هو البناء الوحيد، وإن يكن أهمها جميعا؛ فالبناء معقد متشابك، ومهمتنا أن نتبين وحدته وندرسه كظاهرة موحدة، وهي مهمة عسيرة بغير شك، تفرض علينا أن نخطو ببطء، بحيث نضع أيدينا على خيوط النسيج دون أن تضيع منا وحدته.
يمضي هيدجر في شرح هذا «الوجود-في-العالم» على ثلاث خطوات: (1)
بالسؤال عن معنى «العالم» في هذا التعبير. (2)
অজানা পৃষ্ঠা