169

والاحفاظ ، حيث الوفاء والعهد ، والنحاء والوفد ، الى علو الهمم ، والوفاء بالذمم ، والعطاء الجزل والضيف والنزل ، وهيه الافال واليزل ، وانها لا تدين عزا ولا تنقاد ، ولا ترام أنفة ولا تقاد ، أين قريش المعروفون في الجاهلية بالحي اللقاح ، والشعب الرقاح * أين الماضون من ملوك بني أمية ، ذوو الألسن الذلق ، والاوحه الطلق والحمية * أين خلفاء بنى العباس بن عبد المطلب الذين شرفهم بالأصالة وليس اليهم بالمنحلب ، ذوو الشرف الشامخ ، والفخر الباذخ ، والخلافة السنية الرضية ، والمملكه العامة المرضية ؟

بلغتنا(والله) وفانهم، ولم يبق إلا ذكرهم وصفاتهم ، فيض ملك الموت أرواحهم قيضا ، ولم يترك لهم حراكا ولا نيضا ، ومزق الدود لحومهم قددا ، ووحدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ، إلا ما كان من أحساد الأنساء عليهم أفضل التسليم ، فان الله - تعالى - حرم على الأرض أن تأ كل أحساد الأنبياء ، وقد تكلمت على هذا الحديث وأينت أنه من الصحيح لا السقيم ، وخرجت طرقه في كتاب العلم المشهور بعون من العزيز الرحيم .

فما أبعد المرء عن رشده وما أقصاه !كم وعظه الدهروكم وصاه ! نخلط الحقيقة بالمحال ، والعاطل بالحال ، ولا توبه حتى يشيب الغراب ، ويبالف الدم التراب. فيالهفى لبعد الدار وانقضاض الجدار ، وأنت هامه ليل أو نهار ، وقابل من عمرك على شفا جرف هار ، تقرأ العلم وتدعبه ، ولا تفهمه ولا تعبه ، فهو عليك لا لك ، فأولى لك سم أولى لك !

أما آن لليل الغي أن يتجلى احلاكه ، ولنظم البغى أن تنتثر أسلاكه ، وأن لستفظظع الجاني حناه ، ويأسف على ما اقترفه وجناه ، وأن يلبس عباءة وبتاتا ، ويطلق الدنيا بتاتا ، ويفر منها فرار الأسد ، ويتبقن أنه لاكده معارقه الروح للجسد ؟!

পৃষ্ঠা ১৬৯