নিউটন: খুব ছোট একটি ভূমিকা
نيوتن: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
سحق الضفادع
ظهر علم الكونيات الخيميائي الخاص بنيوتن إلى النور كلية في شكل مختلف من أعماله ألفه في أواخر عام 1675. وعلى الرغم من أنه لم يطبع في حياته، فقد تعاملت «الفرضية» التي ألفها عام 1675 مع جميع الموضوعات المهمة والأساسية التي عاودت الظهور في بدايات القرن الثامن عشر في فقرة «تساؤلات» في الطبعات المختلفة لكتابه «البصريات». وفيما كان نشاطه في الخيمياء موجها بشكل أكثر وضوحا نحو كشف النقاب عن العناصر النشطة في المادة العادية، فإن الأعمال الموصوفة في «الفرضية» عنيت جزئيا بإخضاع الأثير لنفس أشكال التساؤل التجريبية التي تفحص بها روبرت بويل الهواء. والواقع أنه عندما التقى نيوتن ببويل في لندن في أوائل عام 1675، سخر بويل بوضوح من عزم نيوتن على ثقب «الأثير العادي». وفي الوقت نفسه، خاض نيوتن أيضا نقاشا مطولا مع هوك حول سبب حدوث الانعكاس والانكسار، والذي أعزاه نيوتن إلى حركة حافة الوسط الأثيري الذي يمر الضوء بداخله. وفي تكرار لمقترحه الذي طرحه قبل عقد، أخبر هوك أن إجراء تجربة في مضخة هواء يمكن أن يثبت ذلك، من خلال توضيح أن ظواهر الانعكاس والانكسار لا يطرأ عليها أي تغيير بحدوثها في مضخة هواء مفرغة؛ فالأثير - وليس الهواء - هو الذي يحدث الانعكاس والانكسار .
في بداية ديسمبر 1675، أرسل نيوتن إلى أولدنبرج عملين. كان الأول هو «حوار حول الملاحظات» والذي ذكرناه مسبقا فيما يتعلق بالحلقات الملونة، فيما كان الثاني أطروحة صغيرة رفضها نيوتن باعتبارها «أفكار أخرى مصاغة بغير عناية». قرئت هذه الأطروحة في اجتماعات أسبوعية منذ 9 ديسمبر، وكانت بعنوان «فرضية تشرح خصائص الضوء التي نوقشت في أبحاثي العديدة». وعلى الرغم من أنه كان يعتزم فيما سبق ألا ينشر أي شيء من هذا النوع، فقد قال (في إشارة إلى هوك بالتأكيد): «لقد لاحظت أن عقول العلماء العظماء تتجه لوضع الفرضيات بشكل كبير، وكأن أحاديثي [افتقرت] لفرضية تفسرها.» وقال في تفاؤل إنه يأمل أن يضع ذلك حدا للنزاعات الدائرة حول عمله.
بحسب هذه الأطروحة، فإن الأثير هو سبب العديد من أنواع الظواهر الأرضية وليس الهواء. فالأثير أكثر خلخلة ورقة و«مرونة» من الهواء، وهو مزيج مركب يتألف «في جزء منه من الجسم البارد الأساسي للأثير [و] في جزء آخر من «الأرواح الأثيرية»» المتعددة الأخرى، مثلما يتألف الهواء من الجسم الأساسي للهواء ممتزجا ب «أبخرة وانبعاثات». وقد كانت حقيقة أن الأثير يمكنه أن يخلق ظواهر متنوعة؛ مثل الكهرباء والمغناطيسية، دليلا وافيا على طبيعته المركبة. وخمن أنه ربما تكون «الطبيعة» بأكملها قد تكونت من توليفات من الأرواح الأثيرية أو الأبخرة التي تكثفت بواسطة الترسيب. وقد خلق الله الأشكال الأصلية للطبيعة مباشرة، لتستمر في التكون بعد ذلك بقوة الطبيعة ذاتها. وأردف نيوتن (مسترجعا لغة أطروحته الخيميائية) أنه بقوة الأمر الإلهي «ازدادي وتكاثري»، «أصبحت الطبيعة محاكيا تاما للنسخ والنماذج التي تكونت منها بواسطة البروتوبلاست».
وصف نيوتن تجربة بسيطة ألقت الضوء على طبيعة الكهرباء، واستحضرت مجددا فكرة التكاثف. تضمنت التجربة فركا قويا لقطعة زجاج مستديرة محاطة بالنحاس حتى تقفز القطع متناهية الصغر للورقة التي تقع أسفل قطعة الزجاج، «متحركة بخفة جيئة وذهابا». واستمرت قطع الورقة في «القفز» حتى بعد توقف الفرك، قافزة في كل اتجاه بينما استقر بعضها على الجانب السفلي من الزجاج لفترة وجيزة. وقد كتب نيوتن أنه قد ظهر واضحا وجود «مادة دقيقة » في الزجاج تخلخلت وانطلقت منه، مكونة نوعا من الريح الأثيري. بعد ذلك، تكثفت مرة أخرى وعادت إلى الزجاج، مما أحدث الجذب الكهربي الذي جذب الورقة إلى جانبها السفلي.
بعد عشر سنوات من تأملاته الأولية البسيطة عن الموضوع، منحت «الفرضية» نيوتن أيضا الفرصة للتصريح بأفكاره عن الأسباب المحتملة للجاذبية. فمن الممكن أن تكون ناتجة عن التكاثف المستمر لطبيعة ما «دبقة، ولزجة، ومرنة» مناظرة لذلك الجزء من الهواء الذي يدعم الحياة. قد تكون تلك الروح قد تكاثفت في أجسام مختمرة أو محترقة وسقطت كأشعة جاذبة داخل تجاويف الأرض، مكونة «مادة رخوة ربما تكون فيما يبدو العصارة المغذية للأرض أو المادة الأولية التي تنمو منها الأشياء القابلة للتوليد». بعد ذلك، تطلق الأرض تيارا صاعدا من الانبعاثات الهوائية، تصعد بعد ذلك إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، حين «ترقق» المادة مجددا «وتعود إلى أساسها [الأثيري] الأول». وقد أشار نيوتن، مكررا المصطلحات من النص الخيميائي، إلى أن الطبيعة بذلك كانت «عاملا دورانيا مستديما»، إذ تحول السوائل إلى أجسام صلبة، والمادة النقية إلى مادة «أكثر كثافة»، وجميع الأشياء إلى مضاداتها ثم تعيدها مرة أخرى إلى حالتها الأولى. وعلى نطاق أكبر، قد تلعب الشمس دورا محوريا في نفس الظاهرة، متشربة الأثير «للحفاظ على إشراقها» لمنع الكواكب من الهرب.
كان الأثير - في رأي نيوتن - السبب وراء وقوع معظم الظواهر الأرضية، إذ يستحث أنشطة مثل: التخمر، والتحلل، والانصهار، والانعكاس، والانكسار. وعلى نحو أكثر تأملا، رأى نيوتن أن ذلك قد يفسر «تلك الإشكالية المحيرة»، التي هي تحديدا القدرة على تحريك المرء لجسده، مع انقباض وتمديد العضلات وفقا للكيفية التي يكثف بها المرء الأثير الذي يتخللها أو يمدده. ولا شك أن هذه النظرية كانت أساس النقاش الذي خاضه مع بويل في الربيع الفائت بشأن ثقب الأثير، إذ اقترح نيوتن أن يحاول بويل إجراء مزيد من تجارب ضخ الهواء على العضلات. وعلى الرغم من حقيقة أن الماء غير قابل للانضغاط، نجح بويل في سحق فرخ ضفدع، في إشارة إلى أن «عصاراته الحيوانية »، ربما مع الأثير المخلخل في مسامه الدقيقة، يمكن تقليصها (وتمديدها). بل إن نيوتن قد عدل مفهوم بويل عن «مرونة» أو مطواعية الهواء، ليضع فرضية تفيد بأنه في المواقف الطبيعية، لا بد أن يوجد قدر معين من الأثير الطيع أو «المرن» داخل أي جسم لكي «يدعم ويوازن» ضغط الأثير الخارجي.
في فترة ما في نهايات سبعينيات القرن السابع عشر، أو على الأرجح بدايات الثمانينيات، ألف نيوتن نصا استثنائيا («عن الجاذبية وتوازن السوائل»، والمعروف الآن باسم «الجاذبية»)، جادل فيه بقوة ضد فكرة ديكارت عن أن الحركة لا يمكن قياسها إلا بالمقارنة بالأجسام المحيطة. وفيما يتعلق بنقاشنا، فإن الأمر الرائع هو جدال نيوتن حول أن الفراغ الخاوي ممتلئ بأشكال «محتملة» مختلفة قادرة على «احتواء» أجسام مادية من نفس الحجم (ولكنها ليست مشابهة لها كما كان ديكارت يزعم). فالفراغ برمته كان من صنع الله، ولكنه لا يماثله، إذ إن من خلق قادر على جعل فراغات بعينها غير قابلة للاختراق، أو عكس الضوء بطريقة معينة، ومن ثم خلق أجسام ملموسة: «إنه نتاج عقل إلهي يدرك في كم محدد من الفراغ». ووفقا لنيوتن، فإنه يمكن تحقيق كل ذلك بفعل التفكير والمشيئة الإلهيين لا أكثر، وهو شيء مناظر للطريقة التي نحرك بها أجسامنا وقتما نشاء. وخلص إلى أنه إذا كانت طريقة تحريك أجسامنا معروفة لنا، «فإن نفس النمط من التعقل والتفكير من المفترض أن يعرفنا أيضا كيف يمكن أن يحرك الله الأجسام». وعلى الرغم من الاختلافات العديدة بين الله والإنسان، فإننا جميعا في النهاية خلقنا على هيئته. وكما سنرى، فقد ظهرت نسخة أعظم من هذه النظرية في كتاباته المهمة في القرن الثامن عشر.
وبتبيان كيفية تحكم المخلوقات في عضلاتها، ربما يكون سحق أفراخ الضفادع قد ألقى بعض الضوء على العلاقة بين العقل والجسد. لقد كانت الطريقة التي سيطرت بها الروح على الكثافات النسبية للسوائل المتدخلة في الحركة العضلية معقدة وصعبة، ولكن نيوتن أقدم بشجاعة على طرح عدد من الفرضيات في هذا الصدد. وكان محور رؤيته هو نظريته القائلة بأن عصارات الحيوانات احتوت على «الأرواح الحيوانية» الأثيرية، التي لم تهرب عبر مسام الطبقات الخارجية للمخ والأعصاب والعضلات. وذهب نيوتن إلى أن السبب في هذا هو أن أجزاء معينة من الجسم كانت أكثر أو أقل ميلا لإيواء هذه الروح بمقتضى حقيقة أنه كان هناك «أساس سري للاندماج» أو «التنافر» الأثيري بين مختلف المواد. وقد أتاح ذلك للروح البقاء في بعض أجزاء الجسم دون الأخرى، والنظرية نفسها ربما تفسر لم ظلت الدوامات الشمسية والكوكبية منفصلة. ففي حالة الجزيئات الهوائية، حسبما أشار، من الممكن أن يكون هناك عنصر ثالث قد أدخل لجعل المواد التي كانت «غير مندمجة» معا فيما سبق، مندمجة إحداها مع الأخرى. فهل كان يمكن للروح ألا تتفاعل مع الأثير بنفس الطريقة من خلال إدخال شكل مختلف من الأثير ربما يجعل الأرواح الحيوانية للعضلات وطبقاتها الخارجية مندمجة أو غير مندمجة معا؟
على أكتاف هوك
অজানা পৃষ্ঠা